لا شک أنّ «الإسراف» واحد من الأعمال الذمیمة بنظر القرآن والإسلام، وورد ذم کثیر له فی الآیات والرّوایات، فالإسراف کان نهجاً فرعونیاً: (وإنّ فرعون لعال فی الأرض وإنّه لمن المسرفین).(1)
والمسرفون هم أصحاب جهنم والجحیم (وأنّ المسرفین هم أصحاب النّار).(2)
ومع الإلتفات إلى أنّه أصبح ثابتاً الیوم أن منابع الثروات الأرضیة لیست کثیرة جداً نسبة إلى زیادة الکثافة السکانیة للبشریة حتى یمکن للإنسان أن یسرف، وکل إسراف سیکون سبباً فی حرمان اُناس لا ذنب لهم، فضلا عن أنّ الإسراف عادة قرین التکبر والغرور والبعد عن خلق الله.
فی تفس الوقت فإنّ التقتیر والبخل أیضاً، ذمیم وقبیح وغیر مقبول بنفس الدرجة، فالأصل على أساس النظرة التوحیدیة، أن الله تبارک وتعالى هو المالک الأصلی، ونحن جمیعاً مستخلفون من قبله، وکلّ نوع من التصرف دون إجازته ورضاه فهو قبیح وغیر مقبول، ونحن نعلم أن الله لم یأذن بالإسراف ولم یأذن بالبخل.