طلاب الحق من أهل الکتاب آمنوا بالقرآن:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 9
سبب النّزولالقلوب المهیّأة للإیمان:

حیث إنّ الآیات السابقة کانت تتحدث عن حجج المشرکین الواهیة أمام الحقائق التی یقدّمها القرآن الکریم، فإنّ هذه الآیات محل البحث تتحدث عن القلوب المهیّأة لقبول قول الحق والتی سمعت هذه الآیات واهتدت للإسلام وبقی أصحابها متمسکین بالإسلام أوفیاء له فی حین أنّ قلوب الجاهلیین المظلمة لم تتأثر بها.،

یقول القرآن فی هذا الصدد: لقد أنزلنا لهم آیات القرآن تباعاً (ولقد وصّلنا لهم القول لعلّهم یتذکّرون)(1).

هذه الآیات نزلت علیهم نزول المطر المتصلة قطراته وجاءت الآیات على أشکال متنوعة، وکیفیات متفاوتة، فتارة تحمل الوعد بالثواب، وتارة الوعید بالنّار، واُخرى الموعظة والنصیحة، واُخرى تنذر وتهدد، وأحیاناً تحمل استدلالات عقلیة، وأحیاناً تحمل قصص الماضین وتأریخهم الملیء بالعبر، وخلاصة کاملة من الأحداث المتجانسة التی یؤمن بها أی قلب فیه أقل استعداد للإیمان، حیث إنّها تجذب القلوب إلیها... إلاّ أنّ عمی القلوب لم یذعنوا لها.

إلاّ أنّ (الیهود والنصارى) (الذین آتیناهم الکتاب من قبله هم به یؤمنون). لأنّهم یرونه منسجماً مع ما ورد فی کتبهم السماویة من علامات ودلائل!.

ومن الطریف هنا أنّهم کانوا جماعة من «أهل الکتاب»، إلاّ أنّ الآیات المتقدمة تحدثت عنهم بأنّهم «أهل الکتاب» دون قید أو تبعیض أوأی شیء آخر، ولعلها تشیر إلى أنّهم أهل الکتاب حقّاً، أمّا سواهم فلا.

ثمّ یضیف القرآن فی وصفهم قائلا: (وإذا یُتلى علیهم قالوا آمنا به إنّه الحق من ربّن).

أجل: کانت تلاوة الآیات علیهم کافیةً لأن یقولوا «آمنا»... ثمّ یضیف القرآن متحدثاً عنهم: إنّنا مسلمون لا فی هذا الیوم فحسب، بل (انّا کنّا من قبله مسلمین).

إنّنا وجدنا علائم النّبی(صلى الله علیه وآله) فی کتبنا السماویة وتعلقت قلوبنا به، وانتظرناه بفارغ الصبر ـ وفی أوّل فرصة وجدنا بها ضالتنا أمسکنا بها ـ وقبلناه «بقلوبنا وأرواحنا».

ثمّ یتحدث القرآن الکریم عن هذه الجماعة التی آمنت بالنّبی من غیر تقلید أعمى، وإنّما طلباً للحق، فیقول: (اُولئک یؤتون أجرهم مرتین بما صبرو).

فمرّة لإیمانهم بکتابهم السماویّ الذی کانوا صادقین أوفیاء لعهدهم معه... ومرّة اُخرى لإیمانهم بنبیّ الإسلام العظیم(صلى الله علیه وآله) النّبی الموعود المذکور عندهم فی کتبهم السماویة.

ویحتمل ـ أیضاً ـ کما هو مستفاد من الآیات المتقدمة، إنّما یؤتون أجرهم مرتین; لأنّهم آمنوا بنبىّ الإسلام قبل ظهوره، وحین ظهر لم یکفروا به بل آمنوا به کذلک.

وهؤلاء بذلوا جهداً وصبروا زماناً طویلا لیؤدّوا ما علیهم من وظیفة ومسؤولیة... ولم یرض بأعمالهم المنحرفون من الیهود ولا النصارى، ولم یسمح لهم تقلید السابقین والجوّ الاجتماعی أن یترکوا دینهم ویسلموا، إلاّ أنّهم وقفوا وصبروا وتجاوزوا هوى النفس والمنافع الذاتیة، فنالوا ثواب الله وأجره مرّتین.

ثمّ یشیر القرآن الکریم إلى بعض أعمالهم الصالحة من قبیل «دفع السیئة بالحسنة» و«الإنفاق ممّا رزقهم الله» و«المرور الکریم باللغو والجاهلین» وکذلک الصبر والاستقامة، وهی خصال أربع ممتازة.

حیث یقول فی شأنهم القرآن الکریم: (ویدرءون بالحسنة السّیّئة).

یدرؤون بالکلام الطیب الکلام الخبیث، وبالمعروف المنکر، وبالحلم الجهل والجاهلین، وبالمحبّة العداوة والبغضاء، وبصلةالرحم من یقطعها، والخلاصة أنّهم بدلا من أن یدفعوا السّیّئة بالسّیّئة فإنّهم (یدرؤن بالحسنة السّیّئة!).

وهذا أسلوب مؤثر جدّاً فی مواجهة المفاسد ومبارزتها، ولا سیما فی مواجهة اللجوجین والمعاندین.

وقد أکّد القرآن الکریم على هذا الأسلوب مراراً وکراراً، وقد سبق أن بحثنا فی هذا المجال بشرح مبسّط فی ذیل الآیة 22 من سورة الرعد وذیل الایة 69 من «سورة المؤمنون».

والخصلة الاُخرى فی هؤلاء الممدوحین بالقرآن أنّهم (وممّا رزقناهم ینفقون).

ولیس الإنفاق من الأموال فحسب، بل من کل ما رزقهم الله من العلم والقوى الفکریة والجسمیّة والوجاهة الاجتماعیة، وجمیع هذه الاُمور من مواهب الله ورزقه ـ فهم ینفقون منها فی سبیل الله!.

وآخر صفة ممتازة بیّنها القرآن فی شأنهم قوله: (وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه).

ولم یردّوا الجهل بالجهل واللغو باللغو، بل (وقالوا لنا أعمالنا ولکم أعمالکم).

فلاتحاسبون بجریرة أعمالنا، ولا نُحاسب بجرمکم وجریرة أعمالکم، ولکن ما أسرع ما سیجد کلٌ منّا نتیجة عمله.

ثمّ یضیف القرآن فی شأنهم حین یواجهون الجاهلین الذین یتصدون لإثارة المؤمنین باللغو وما شاکله، حیث یقولون: (سلام علیکم لا نبتغی الجاهلین).

فلسنا أهلا للکلام البذیء، ولا أهلا للجهل والفساد، ولا نبتغی ذلک، إنّما نبتغی العلماء وأصحاب الضمائر الحیّة والعاملین المؤمنین الصادقین.

وعلى هذا فبدلا من أن یهدروا قواهم فی مواجهة الجاهلین عُمی القلوب وأهل الکلام البذی، یمرون علیهم کراماً لیؤدوا أهدافهم ومناهجهم الأساسیة.

الجدیر بالذکر أنّ هؤلاء حین یواجهون الجاهلین، لا یسلّمون علیهم سلام تحیة واستقبال، بل سلام وداع.


1. «وصّلنا» مأخوذ من مادة «وصل» أی ربط، وحیث إنّها جاءت من باب التفعیل، فهی تدل على الکثرة، ویستفاد منها التأکید أیضاً.
سبب النّزولالقلوب المهیّأة للإیمان:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma