السفلة المعتدون:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 9
سورة الشّعراء / الآیة 160 ـ 166 1ـ الانحراف الجنسی انحراف مخجل

سادس نبیّ ـ ورد جانبٌ من حیاته وحیاة قومه المنحرفین فی هذه السورة ـ هو «لوط»(علیه السلام)، ومع أنَّه کان یعیش فی عصر إبراهیم الخلیل، إلاّ أنّ قصته لم تأت بعد قصّة إبراهیم(علیه السلام)، لأنّ القرآن لم یکن کتاباً تاریخیاً لیبیّن الحوادث بترتیب وقوعها... بل یلفت النظر إلى جوانبه التربویة البناءة، والتی تقتضی تناسباً آخر... وقصّة لوط وما جرى لقومه تنسجم فی حیاة الأنبیاء الآخرین الذین ورد ذکرهم فی ما بعد.

یقول القرآن أوّلا فی هذا الصدد: (کذّبت قوم لوط المرسلین).

ورود «المرسلین» بصیغة الجمع، إمّا لأنّ دعوة الأنبیاء(علیهم السلام) واحدة، فتکذیب الواحد منهم تکذیب للجمیع، أو أنّ قوم لوط لم یؤمنوا بأیّ نبی قبل لوط واقعاً وحقیقة.

ثمّ یشیر القرآن الکریم إلى دعوة لوط التی تنسجم مع دعوة الأنبیاء الآخرین الماضین، فیقول: (إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتّقون).

ولحن کلماته وقلبه المتحرق لهم، العمیق فی تودّه إلیهم، یدل على أنّه بمثابة «الأخ» لهم.

ثمّ أضاف لوط قائلا: (إنّی لکم رسول أمین) فلم تعرفوا عنّی خیانة حتى الآن... وسأرعى الأمانة فی إیصال رسالة الله إلیکم أبداً... (فاتّقوا الله وأطیعون) فأنا زعیمکم إلى السعادة والنجاة.

ولا تتصوروا أنّ هذه الدعوة وسیلة اتخذها للحیاة والعیش، وأنّ وراءها هدفاً مادّیاً، کلاّ: (وما أسألکم علیه من أجر إن أجری إلاّ على ربّ العالمین).

ثمّ یتناول بالنقد أعمالهم القبیحة، وقسماً من انحرافاتهم الأخلاقیة... وحیث إنّ أهم نقطة فی انحرافاتهم... هی مسألة الانحراف الجنسی، لذلک فإنّه رکّز علیها وقال: (أتأتون الذّکران من العالمین). فتختارون الذکور من بین الناس لاشباع شهواتکم!!

أی، إنّکم على الرغم ممّا خلق الله لکم من الجنس المخالف «النساء» حیث تستطیعون أن تعیشوا معهن بالزواج المشروع عیشاً طاهراً هادئاً، إلاّ أنّکم ترکتم نعمة الله هذه وراءکم، ولوّثتم أنفسکم بمثل هذا العمل القبیح المخزی.

کما ویحتمل فی تفسیر هذه الآیة أن «من العالمین» جاء قیداً لقوم لوط أنفسهم، أی إنّکم من دون العالمین وحدکم المنحرفون بهذا الانحراف والمبتلون به... کما أنّ هذا الاحتمال ینسجم مع بعض التواریخ إذ یقال إن أوّل أمّة إرتکبت الانحراف الجنسی «اللواط» بشکل واسع هی قوم لوط،(1) إلاّ أنّ التّفسیر الأوّل مع الآیة التالیة ـ أکثر إنسجاماً.

ثمّ أضاف قائلا: (وتذرون ما خلق لکم ربّکم من أزواجکم بل أنتم قوم عادون).

فالحاجة والغریزة الطبیعیة، سواءً کانت روحیة أم جسمیة لم تجرّکم إلى هذا العمل الانحرافی الشنیع أبداً، وإنّما جرّکم الطغیان والتجاوز، فتلوثتم وخزیتم به.

إنّ ما تقومون به یشبه من یترک الثمر الطیب والنافع والسالم، ویمضی نحو الغذاء المسموم الملوّث الممیت... فهذا الفعل لیس حاجة طبیعیة... بل هو التجاوز والطغیان!


1. فی شأن انحراف هؤلاء القوم، یذکر التاریخ قصة یمکن مراجعتها فی تفسیر الآیة 81 من سورة هود، من هذا التفسیر.
سورة الشّعراء / الآیة 160 ـ 166 1ـ الانحراف الجنسی انحراف مخجل
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma