1ـ فلسفة الحجاب

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 9
مکافحة السفور وخائنة الأعین: الإشکال الذی یورده معارضو الحجاب:

ممّا لا شکّ فیه أنّ الحدیث عن الحجاب للمتغربین فی عصرنا الذی سمّوه بعصر التعری والحریة الجنسیة، لیس حدیثاً سارّاً حیث یتصوّرونه اُسطورة یعود لعصور خلت.

إلاّ أنّ الفساد الذی لا حدّ له، والمشاکل المتزایدة والناتجة عن هذه الحریّات التی لا قید لها ولاحدود، أدّى بالتدریج إلى إیجاد الاُذن الصاغیة لهذا الحدیث.

وقد تمّ حلّ کثیر من القضایا فی بیئات إسلامیة ودینیة اُخرى، خاصّة فی أجواء إیران بعد الثورة الإسلامیة، واُجیب عن الکثیر من هذه الأسئلة بشکل مقنع.

ومع کل هذا تستوجب أهمّیة الموضوع بحث هذه القضیة بحثاً واسعاً وعمیقاً.

والقضیة المطروحة (نقولها مع الإعتذار): هل من الصحیح أن تُستغل النساء للتلذّذ من جانب الرجال عن طریق السمع والنظر واللمس (باستثناء المجامعة) وأن یَکُنْ تحت تصرف جمیع الرجال، أو أن تکون هذه الاُمور خاصّة لأزواجهنّ؟

إنّ النقاش یدور حول هذا السؤال: هل یجب بقاء النساء فی سباق لا نهایة له فی عرض أجسامهنّ، وتحریک شهوات وأهواء الرجال؟ أو یجب تصفیة هذه الاُمور من أجواء المجتمع، وتخصیصها بالاُسرة والحیاة الزوجیة؟!

الإسلام یساند الأسلوب الثّانی. ویعتبر الحجاب جزءاً من هذا الاُسلوب، فی الوقت الذی یساند فیه الغربیون والمتغربون الشهوانیون الاُسلوب الأوّل!

یقول الإسلام: إنَّ الاُمور الجنسیة سواءً کانت مجامعة أو استلذاذاً عن طریق السمع أو البصر أو اللمس خاصّ بالأزواج، ومحرّم على غیرهم، لأنّ ذلک یؤدّی إلى تلویث المجتمع وانحطاطه، وعبارة (ذلک أزکى لهم) التی جاءت فی الآیة السابقة تشیر إلى هذه المسألة.

إنّ فلسفة الحجاب لیست خافیة على أحد للأسباب التالیة:

إنّ تعری النساء وما یرافقه من تجمیل ودلال ـ وما شاکل ذلک ـ یحرک الرجال ـ خاصّة الشباب ـ ویحطّم أعصابهم، وتراهم قد غلب علیهم الهیاج العصبی، وأحیاناً یکون ذلک مصدراً للأمراض النفسیة، فأعصاب الإنسان محدودة التحمّل، ولا تتمکن من الإستمرار فی حالة الهیجان؟

ألم یقل أطباء علم النفس بأنّ هذه الحالة من الهیجان المستمر سبب للأمراض النفسیة؟

خاصّة إذا لاحظنا أنّ الغریزة الجنسیة، أقوى الغرائز فی الإنسان وأکثرها عمقاً، وکانت عبر التاریخ السبب فی أحداث دامیة وإجرامیة مرعبة، حتى قیل: إنّ وراء کلّ حادثة مهمّة امرأة!

ألیس إثارة الغرائز الجنسیة لعباً بالنار؟

وهل هذا العمل عقلانی؟

الإسلام یرید للرجال والنساء المسلمین نفساً مطمئنة وأعصاباً سلیمة ونظراً وسمعاً طاهرین، وهذه واحدة من فلسفات الحجاب.

تبیّن إحصاءات موثقة ارتفاع نسب الطلاق وتفکّک الاُسرة فی العالم، بسبب زیادة التعرّی، لأنّ الناس أتباع الهوى غالباً، وهکذا یتحوّل حبّ الرجل من امرأة إلى اُخرى، کلّ یوم، بل کل ساعة.

أمّا فی البیئة التی یسودها الحجاب (والتعالیم الإسلامیة الاُخرى) فالعلاقة وثیقة بین الزوج وزوجته، ومشاعرهما وحبّهما مشترک.

وأمّا فی سوق التعری والحریة الجنسیة، حیث المرأة سلعة تباع وتشترى، أو فی أقل تقدیر موضع نظر وسمع الرجال، عندها یفقد عقد الزواج حرمته، وتنهار اُسس الاُسر بسرعة کانهیار بیت العنکبوت، ویتحمل هذه المصیبة الأبناء بعد أن یفقدوا أولیاءهم ویفقدوا حنان الاُسرة.

انتشار الفحشاء وازدیاد الأبناء غیر الشرعین یعتبران من أنکى نتائج إلغاء الحجاب، ولا حاجة إلى إحصائیة بهذا الصدد، فشواهدها ظاهرة فی المجتمع الغربی، واضحة بدرجة لا تحتاج إلى بیان.

لا نقول: إنّ السبب الرئیسی فی إزدیاد الفحشاء والأبناء غیرالشرعیین ینحصر فی إلغاء الحجاب وعدم الستر، ولا نقول: إنَّ الاستعمار المشؤوم والقضایا السیاسیة المخربة لیس لها دور قوی فیه، بل نقول: إن التعری من الأسباب القویة لذلک.

وکما نعلم فإن انتشار الفحشاء وازدیاد الأبناء غیر الشرعیین مصدر أنواع الجرائم فی المجتمعات البشریة قدیماً وحدیثاً.

وبهذا تتضح الأبعاد الخطرة لهذه القضیة.

وعندما نسمع أنّ الولادات غیر الشرعیة فی بریطانیا بلغت بحسب إحصائیاتهم خمسمائة ألف طفل کلّ عام، وأنّ علماءها حذّروا المسؤولین من مغبة هذا الوضع، لیس لأنّه ـ کما یقولون ـ بسبب مخالفته للقضایا الأخلاقیة والدینیة، وإنّما بسبب الخطر الذی أوجده هؤلاء الأبناء لأمن المجتمع، فقد وجدوا أنّهم یمثّلون القسم الأعظم من ملفات القضایا الخاصّة بالجرائم.

ومن هنا ندرک أهمیة هذه القضیة، وأنّها کارثة حتى للذین لا یؤمنون بدین ولا یهتمون بأخلاق.

وکلّما انتشر الفساد الجنسی فی المجتمعات البشریة اتّسع التهدید لهذه المجتمعات وتعاظم الخطر علیها، وقد برهنت دراسات العلماء فی التربیة على ظهور الأعمال المنافیة للعفة، وتفشّی الإهمال فی العمل والتأخر، وعدم الشعور بالمسؤولیة، فی المدارس المختلطة والمنشئات التی یعمل فیها الرجال والنساء بشکل مختلط.

قضیة «ابتذال المرأة» وسقوط شخصیتها فی المجتمع الغربی ذات أهمّیة کبیرة لا تحتاج إلى أرقام، فعندما یرغب المجتمع فی تعری المرأة، فمن الطبیعی أن یتبعه طلبها لادوات التجمیل والتظاهر الفاضح والإنحدار السلوکی، وتسقط شخصیّة المرأة فی مجتمع یرکز على جاذبیتها الجنسیة، لیجعلها وسیلةً إعلامیّة یُروّج بها لبیع سلعة أو لکسب سائح.

وهذا السقوط یفقدها کلّ قیمتها الإنسانیة، إذ یصبح شبابها وجمالها وکأنّه المصدر الوحید لفخرها وشرفها، حتى لا یبقى لها من إنسانیتها سوى أنّها أداةٌ لإشباع شهواتِ الآخرین، الوحوش الکاسرة فی صور البشر!

کیف یمکن للمرأة فی هذا المجتمع أن تبرز علمیاً وتسمو أخلاقیاً؟!

ومن المؤسف أن تلعب المرأة باسم الفن، وتشتهر وتکسب المال الوفیر، وتنحطّ إلى حد الإبتذال فی المجتمع، لیرحب بها مسیّرو هذا المجتمع المنحط خلقیّاً، فی المهرجانات والحفلات الساهرة؟!

هکذا حال المرأة فی المجتمع الغربی، وقد کان مجتمعنا قبل إنتصار الثورة الإسلامیة کذلک، ونشکر الله على إنهاء تلک المظاهر المنحطة فی بلادنا بعد تأسیس الجمهوریة الإسلامیة، فقد عادت المرأة إلى مکانتها السامیة التی أرادها الله لها، وها هی تمارس دوراً إیجابیاً فی المجتمع مع محافظتها على حجابها الإسلامی، حتى أنها ساهمت بشکل فعّال خلف جبهات الحرب بمختلف الأعمال لدعم الجبهة والجهاد فی سبیل الله.

وکان هذا جانباً من الفلسفة الحیویة لموضوع الحجاب فی الإسلام، وهو ینسجم مع تفسیرنا.

مکافحة السفور وخائنة الأعین: الإشکال الذی یورده معارضو الحجاب:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma