2ـ القرآن وسیلة الجهاد الکبیر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 9
1ـ وحدة القیادة سورة الفرقان / الآیة 56 ـ 59

«الجهاد الکبیر» تعبیر بلیغ عن أهمّیة منهج الکفاح الرّبانی البنّاء.

الملفت للإنتباه فی الآیات أعلاه، هو أنّ هذا العنوان قد اُعطی للقرآن، أو بعبارة أخرى: للأشخاص الذین یجاهدون بالقرآن مظاهر الظلال والانحرافات والتلوثات.

هذا التعبیر یبیّن المواجهات المنطقیة والعقائدیة من جهة، ویکشف عن عظمة مقام القرآن من جهة اُخرى.

ورد فی بعض الرّوایات: أنّ أبا سفیان بن حرب وأبا جهل بن هشام، والأخنس بن شریق بن عمر بن وهب الثقفی حلیف بنی زهرة... خرجوا لیلة لیستمعوا إلى رسول الله(صلى الله علیه وآله)وهو یصلی من اللیل فی بیته. فأخذ کلُّ رجل منهم مجلساً یستمع فیه، وکلٌّ لا یعلم بمکان صاحبه، فباتوا یستمعون له، حتى إذا طلع الفجر تفرقوا فجمعهم الطریق، فتلاوموا، وقال بعضهم لبعض: لا تعودوا، فلو رآکم بعض سفهائکم لأوقعتم فی نفسه شیئاً! ثمّ انصرفوا. حتى إذا کانت اللیلة الثّانیة عاد کلُّ رجل منهم إلى مجلسه، فباتوا یستمعون له، حتى إذا طلع الفجر تفرقوا، فجمعهم الطریق، فقال بعضهم لبعض مثل ما قالوا أوّل مرّة! ثمّ انصرفوا. حتى إذا کانت اللیلة الثّالثة أخذ کلُّ رجل منهم مجلسه، فباتوا یستمعون له، حتى إذا طلع الفجر تفرقوا، فجمعهم الطریق فقال بعضهم لبعض: لا نبرح حتى نتعاهد ألا نعود! فتعاهدوا على ذلک، ثمّ تفرقوا.

فلمّا أصبح الأخنس بن شریق أخذ عصاه، ثمّ خرج حتى أتى أبا سفیان فی بیته، فقال: أخبرنی ـ یا أبا حنظلة ـ عن رأیک فیما سمعت من محمّد. فقال: یا أبا ثعلبة، والله لقد سمعت أشیاء أعرفها، وأعرف ما یراد بها، وسمعت أشیاء ما عرفت معناها، ولا ما یراد بها.

قال الأخنس: وأنا والذی حلفت به.

قال: ثمّ خرج من عنده حتى أتى أبا جهل، فدخل علیه بیته، فقال: یا أبا الحکم، ما رأیک فیما سمعت من محمّد؟

فقال: ماذا سمعت!؟ تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف. أطعموا فأطعمنا، وحملوا فحملنا، وأعطوا فأعطینا، حتى إذا تجاثینا على الرکب، وکنّا کفرسی رهان، قالوا: منّا نبی یأتیه الوحی من السماء. فمتى ندرک مثل هذه؟ والله لا نؤمن به أبداً ولا نصدقه!!.

قال: فقام عنه الأخنس وترکه.(1)

نعم، جاذبیة القرآن ردت هؤلاء إلى أنفسهم لیالی متوالیة، وکانوا حتى بیاض الصبح غرقى هذه الجاذبیة الإلهیّة، لکن التکبر والتعصب والحرص على المصالح المادیة کان مسلطاً علیهم بحیث منعهم من قبول الحق.

ولا شک أنّ هذا النّور الإلهی له هذه القدرة على أن یجذب إلیه کل قلب مستعد أینما کان، ولهذا کان القرآن وسیلة «الجهاد الکبیر» فی الآیات مورد البحث.


1. سیرة ابن هشام، ج 1، ص 337، وتفسیر فی ظلال القرآن، ج 6، ص 172 .
1ـ وحدة القیادة سورة الفرقان / الآیة 56 ـ 59
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma