اجتماع السحرة من کلّ مکان:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 9
سورة الشّعراء / الآیة 38 ـ 42 سورة الشّعراء / الآیة 43 ـ 51

فی هذه الآیات یُعرض مشهداً آخر من هذه القصّة المثیرة، إذ تحرک المأمورون بحسب اقتراح أصحاب فرعون إلى مدن مصر لجمع السحرة والبحث عنهم، وکان الوعد المحدد (فجمع السّحرة لمیقات یوم معلوم).

وبتعبیر آخر: إنّهم هیأوهم من قبل لمثل هذا الیوم، کی تجتمعوا فی الوعد المقرر فی «میدان العرض».

والمراد من «الیوم المعلوم» کما یستفاد من بعض الآیات فی سورة الأعراف، أنّه بعض أعیاد أهل مصر، وقد اختاره موسى(علیه السلام) للمواجهة ومنازلة السحرة... وکان هدفه أن یجد الناس فرصة أوسع للاجتماع، لأنّه کان مطمئناً بأنّه سینتصر، وکان یرید أن یظهر آیات الله وضعف فرعون والملأ من حوله للجمیع، ولیشرق نور الإیمان فی قلوب جماعة کثیرین!...

وطُلب من الناس الحضور فی هذا المشهد: (وقیل للنّاس هل أنتم مجتمعون) وهذا التعبیر یدلّ على أنّ المأمورین من قِبَلِ فرعون بذلوا قصارى جهودهم فی هذا الصدد... وکانوا یعلمون أنّهم لو أجبروا الناس على الحضور لکان ردّ الفعل سلبیّاً، لأنّ الإنسان یکره الإجبار ویعرض عنه بالفطرة! لذلک قالوا: هل ترغبون فی الحضور؟ وهل أنتم مجتمعون؟ ومن البدیهی أنّ هذا الأسلوب جرّ الکثیر إلى حضور ذلک المشهد.

وقیل للناس: إنّ الهدف من هذا الحضور والاجتماع هو أنّ السحرة إذا انتصروا فمعنى

ذلک انتصار الآلهة وینبغی علینا اتباعهم: (لعلّنا نتّبع السّحرة إن کانوا هم الغالبین)فلابدّ من تهییج الساحة للمساعدة فی هزیمة عدو الآلهة إلى الأبد.

وواضح أنّ وجود المتفرجین کلّما کان أکثر شدّ من أزر الطرف المبارز، وکان مدعاةً لأن یبذل أقصى جهده، کما أنّه یزید من معنویاته وعندما ینتصر الطرف المبارز یستطیع أن یثیر الصخب والضجیج إلى درجةً یتوارى بها خصمه، کما أنّ وجود المتفرجین الموالین بإمکانه أن یضعف من روحیّة الطرف المواجه «الخصم» فلا یدعه ینتصر!

أجل إن أتباع فرعون بهذه الآمال کانوا یرغبون أن یحضر الناس، کما أنّ موسى(علیه السلام) کان یطلب ـ من الله ـ أن یحضر مثل هذا الجمع الحاشد الهائل! لیبیّن هدفه بأحسنِ وجه.

کل هذا من جهة، ومن جهة اُخرى کان السحرة یحلمون بالجائزة من قبل فرعون (فلمّا جاء السّحرة قالوا لفرعون أإنّ لنا لأجراً إن کنّا نحن الغالبین).

وکان فرعون قلقاً مضطرب البال، لأنّه فی طریق مسدود، وکان مستعدّاً لأن یمنح السحرة أقصى الإمتیازات، لذلک فقد أجابهم بالرضا و(قال نعم وإنّکم إذاً لمن المقرّبین). أی إنّ فرعون قال لهم: ما الذی تریدون وتبتغون؟! المال أم الجاه، فکلاهما تحت یدیّ!...

وهذا التعبیر یدلُّ على أنّ التقرب من فرعون فی ذلک المحیط کان مهمّاً إلى درجة قصوى! بحیث یذکره فرعون للسحرة ویعدّه أجراً عظیماً، وفی الحقیقة لا أجر أعظم من أن یصل الإنسان إلى مقربة من القدرة المطلوبة!.

فإذا کان الضالّون یعدّون التقرب من فرعون أعظم أجر، فإنّ عباد الله  لا یرون أجراً أعظیم من التقرب إلى الله تعالى حتى الجنّة بما فیها من النعیم المقیم لا تقاس بنظرة من وجهه الکریم لهم!.

ولذلک فإنّ الشهداء فی سبیل الله الذین ینبغی أن ینالوا أعظم الأجر لإیثارهم الکبیر، ینالون التقرب من الله بشهادة القرآن! والتعبیر القرآنی (عند ربّهم) شاهد بلیغ على هذه الحقیقة!.

وکذلک فإنّ المؤمن السلیم القلب حین یؤدّی العبادة الله، یؤدّیها بهدف «قربة إلى الله».

سورة الشّعراء / الآیة 38 ـ 42 سورة الشّعراء / الآیة 43 ـ 51
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma