1ـ مامعنى إشاعة الفحشاء؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 9
حرمة إشاعة الفحشاء: 2ـ مصیبة الشائعات

بما أنّ الإنسان مخلوق اجتماعی، فالمجتمع البشری الذی یعیش فیه لَهُ حُرْمة یجب أن لا تقِلَّ عَنْ حرْمتِهِ الشخصیَّةِ، وطهارةُ کِلّ مِنْهُما تُساعِدُ فی طهارةِ الآخر، وقبح کلّ منهما یسری إلى صاحِبه، وبموجب هذا المبدأ کافح الإسلام بشدّة کُلَّ عمل ینشر السموم فی المجتمع، أو یدفعه نحو الهاویة والإنحطاط.

ولهذا السبب حارب الإسلام ـ بقوة ـ الغیبة والنمیمة، لأنّ الغیبة تکشف العیوب الخفیة، وتسیء إلى حرمة المجتمع.

أوجب الإسلام ستر العیوب والسبب فی ذلک هو ما تقدم من الحیلولة دون انتشار الذنوب فی المجتمع، واکتسابها طابع العمومیة والشمول.

وعندما نرى اختصاص الذنب العلنی بأهمّیة أکثر من الذنب الذی یرتکب فی الخفاء، حتى أنّ الإمام علی بن موسى الرض(علیه السلام) قال: «المذیع بالسیئة مخذول والمستتر بالسیئة مغفور له»(1). فالسبب هو ماذکرنا.

وهکذا لنفس السبب یدین القرآن ـ بشدّة ـ إرتکاب الذنوب فی العلن، کإشاعة الفحشاء التی ذکرتها الآیات السابقة فارتکاب الذنوب کالنار التی تسری فی الهشیم، تأتی على المجتمع مِن أساسه فتنخُره حتى تَهْدِمَهُ وَتَذْروهُ، لهذا یجب الإسراع لإطفاء هذه النار، أو لمحاصرتها على الأقل. أمّا إذا زدنا النار لهیباً، ونقلناها من مکان إلى آخر، فإنّها ستحرق الجمیع، ولا یمکن بَعْدَئذ إطفاؤُها أو السیطرة علیها.

وإضافة إلى ذلک، فإنّه لو عظم الذنب فی نظر عامّة الناس، وتمّت المحافظة على سلامة ظاهر المجتمع من التلوث والفساد، فإن ذلک یمنع انتشار الفاحشة بصورة مؤکّدة، أمّا اشاعة الفحشاء والذنوب والتجاهر بالفسق، فمن نشأنها أن تحطم هذا السد الحاجز للفساد. ویستصغر شأن الذنوب من قبل الناس، ویسهل التورط فیها.

وقد جاء فی حدیث للرسول الأکرم(صلى الله علیه وآله) قوله «من أذاع فاحشة کان کمبتدئها»(2).

وجاء فی حدیث آخر عن محمد بن الفضیل عن الإمام موسى بن جعفر(علیه السلام) قال: قلت له: جعلت فداک الرجل من اخوانی بلغنی عنه الشیء الذی اکرهه فاسأله عنه فینکر ذلک وقد أخبرنی عنه قوم ثقات؟ فقال الإمام(علیه السلام) لی: «یا محمّد کذب سمعک وبصرک عن أخیک، وإن شهد عندک خمسون قسامة. وقال لک قول فصدقه وکذبهم، ولا تذیعن علیه شیئاً تشینه به وتهدم به مروءته، فتکون من الذین قال الله عزَّوجلّ: (إنّ الّذین یحبّون أن تشیع الفاحشة فی الّذین آمنوا لهم عذاب ألیم فی الدّنیا والآخرة)(3)(4).

وممّا یلزم ذکره أنّ لإشاعة الفحشاء صوراً عدیدةً فتارة یکون من قبیل افتعال تهمة کاذبة ونَقلها بین الناس.

واُخرى یکون بانشاء مراکِزَ للفساد ونشر الفحشاء.

وثالثة بتوفیر وسائل المعصیة للناس، أو تشجیعهم على ارتکاب الذنوب.

ورابعة یرتکب الذنب فی العلن دون ملاحظة الدین، ولا رعایة لقانون ولا التفات لآداب عامّة، وکل هذه مصادیق لإشاعة الفحشاء، لانّ لهذه الکلمة مفهوماً واسعاً (فتأملوا جیداً).


1. أصول الکافی، ج 2، باب ستر العیوب.
2. المصدر السابق، باب التغییره.
3. کتاب ثواب الأعمال، ص 247، حسبما ذکره تفسیر نور الثقلین، ج 3، ص 582.
4. لهذه القضیة استثناءات، منها موضوع الشهادة فی المحکمة، أو حالات النهی عن المنکر حیث لا سبیل إلاّ بکشف العمل القبیح الذی یرتکبه شخص ما والشهادة ضده.
حرمة إشاعة الفحشاء: 2ـ مصیبة الشائعات
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma