«التطیُّر والتفاؤل»:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 9
صالحٌ فی ثمود:سورة النّمل / الآیة 48 ـ 53

«التطیُّر» مأخوذ من مادة «طیر» وهو معروف، إذ یعنی مایطیر بجناحین فی الجوّ، ولما کان العرب یتشاءمون غالباً من بعض الطیور، سمی الفأل غیر المحبوب تطیّراً، وهو فی قبال «التفأل» ومعناه الفأل الحسن المحبوب.

وقد وردت فی القرآن الإشارة إلى هذا المعنى مراراً وهی أنّ المشرکین الخرافیّین کانوا یواجهون أنبیاءهم بحربة التطیر، کما نقرأ ذلک فی قصّة موسى وأصحابه: (وإن تصبهم سیّئة یطّیّروا بموسى ومن معه)(1).

وفی الآیات ـ محل البحث ـ أظهر قوم «ثمود» المشرکون رد فعلهم فی مقابل نبیّهم «صالح» بالتطیر أیضاً.

وأساساً، ونقرأ فی سورة «یس» أنّ المشرکین تطیّروا من مجیء رسل المسیح(علیه السلام)إلى «انطاکیة» (یس ـ 18).

فإنّ الإنسان لا یمکن أن یقف أمام الحوادث على حال واحدة، فلابدّ أن یفسّر آخر الأمر لکل حادثة علةً... فإذا کان الإنسان مؤمناً موحداً لله، فإنّه یرجع العلل إلى ذاته المقدسة تعالى طبقاً لحکمته، فکل شیء عنده بمقدار، عالم الغیب والشهادة الکبیر المتعال. ولو استند إلى العلم فی تحلیل العلة والمعلول الطبیعیین، فستُحل مشکلته أیضاً، وإلاّ فإنّه سینتج أوهاماً وخرافات لا أساس لها.. أوهاماً  لا حد لها.. وأحدها «التطیر» والفأل السیء!

مثلا کان عرب الجاهلیة إذا رأوا الطائر یتحرک من الیمین نحو الشمال عدوّه فألاً حسناً، وإذا رأوه یتحرک من الشمال «الیسار» نحو الیمین عدّوه فألا سیئاً، ودلیلا على الخسران أو الهزیمة! وغیرها من الخرافات الکثیرة عندهم(2).

والیوم یوجد ـ من قبیل هذه الخرافات والأوهام ـ الکثیر فی مجتمعات  لا تؤمن بالله، وإن حققت نصراً من حیث العلم والمعرفة، بحیث لو سقطت «مملحة» على الأرض أقلقتهم إلى حد کبیر!... ویستوحشون من الدار أو البیت أو الکرسی المرقم بـ 13، وما زالت سوق المنجمین وأصحاب الفأل رائجة غیر کاسدة! فهناک مشترون کثر «للطالع والبخت»!.

إلاّ أنّ القرآن جمع کل هذه الاُمور فجعلها فی جملة موجزة قصیرة فقال:

(طائرکم عند الله).

أجل، فطائرکم وطالعکم وإنتصارکم وهزیمتکم وتوفیقکم وفشلکم کله عند الله، الله الحکیم الذی یهب عطایاه لمن کانت عنده اللیاقة، واللیاقة بدورها انعکاس تنعکس عن الإیمان والأعمال الصالحة أو الطالحة!.

وهکذا فإنّ الإسلام یدعو أتباعه لیخرجهم من وادی الخرافة إلى الحقیقة، ومن المفازة(3)إلى الصراط المستقیم.

«کان لنا بحث مفصل فی مجال التطیر والتفاؤل ذیل الآیة 131 من سورة الأعراف».


1. الأعراف، 131.
2. یشیر الکمیت الأسدی إلى بعض هذه الخرافات فی قصیدته البائیة فیقول:
ولا أنا ممن یزجر الطیر هَمّهُ *** أصاح غراب أم تعرض ثعلب
ولا السانحات البارحات عشیةً *** أمرّ سلیم القرن أم مرّ أعضبُ (المصحح).
3. المفازاة تأتی بمعنى الفوز، وتأتى بمعنى الهلاک... فهی من الأضداد فی اللغة ـ وهنا معناها الصحراء المهلکة (المصحح).
صالحٌ فی ثمود:سورة النّمل / الآیة 48 ـ 53
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma