صالحٌ فی ثمود:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 9
سورة النّمل / الآیة 45 ـ 47 «التطیُّر والتفاؤل»:

بعد ذکر جانب من قصص موسى وداود وسلیمان(علیهم السلام) فإنّ هذه الآیات تتحدث عن قصّة رابع نبیّ ـ وتبیّن جانباً من حیاته مع قومه ـ فی هذه السورة، وهی ما جاء عن صالح(علیه السلام) وقومه «ثمود»!

إذ یقول القرآن: (ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحاً أن اعبدوا الله)(1).

وکما قیل من قبل: إنّ التعبیر بـ «أخاهم» الوارد فی قصص کثیر من الأنبیاء، هو إشارة إلى منتهى المحبّة والإشفاق من قبل الأنبیاء لاُممهم، کما أنّ فی بعض المواطن إشارة إلى علاقة القربى «الروابط العائلیة للأنبیاء بأقوامهم».

وعلى کل حال، فإنّ جمیع دعوة هذا النّبی العظیم تلخصت فی جملة (أن اعبدوا الله). أجل، إنّ عبادة الله هی عصارة کل تعلیمات رسل الله تعالى.

ثمّ یضیف قائلا: (فاذا هم فریقان یختصمون)(2)، المؤمنون من جهة والمنکرون المعاندون من جهة اُخرى.

وقد عبّر فی الآیتین 75 و76 من سورة الأعراف عن الفریقین، بالمستکبرین والمستضعفین: (قال الملأ الّذین استکبروا من قومه للّذین استضعفوا لمن آمن منهم أتعلمون أنّ صالحاً مرسل من ربّه قالوا إنّا بما أرسل به مؤمنون * قال الّذین استکبروا إنّا بالذی آمنتهم به کافرون).

وبالطبع فإنّ هذه المواجهة بین الفریقین «الکفار والمؤمنین» تصدق فی شأن کثیر من الأنبیاء، بالرغم من أنّ بعض الأنبیاء بقوا محرومین حتى من هذا المقدار القلیل من الانصار حیث وقف کل أفراد قومهم ضدهم.

فأخذ صالح(علیه السلام) ینذرهم ویحذرهم من عذاب الله الألیم... إلاّ أنّ اُولئک  لم یستجیبوا له وتمسکوا بعنادهم وطلبوا منه باصرار أن إذا کنت نبیّاً فلیحل بنا عذاب الله «وقد صرحت الآیة 77 من سورة الأعراف بأنّهم سألوا نبیّهم نزول العذاب» (وقالوا یا صالح ائتنا بما تعدنا إن کنت من المرسلین).

إلاّ أنّ صالحاً أجابهم محذراً و(قال یا قوم لم تستعجلون بالسّیّئة قبل الحسنة).

فلِمَ تفکرون بعذاب الله دائماً وتستعجلونه؟ ألا تعلمون أنّ عذاب الله إذا حلّ بساحتکم ختم حیاتکم ولا یبقى مجال للإیمان؟

تعالوا واختبروا صدق دعوتی فی البعد الإیجابی والأمل فی رحمة الله فی ظل الإیمان به (لولا تستغفرون الله لعلّکم تُرحمون)!

علام تسألون عن نزول العذاب وتصرون على السیئات؟! ولم هذا العناد وهذه الحماقة؟!

لم یکن قوم صالح ـ وحدهم ـ قد طلبوا العذاب بعد انکارهم دعوة نبیّهم، فقد ورد فی القرآن المجید هذا الأمر مراراً فی شأن الاُمم الآخرین، ومنهم قوم هود «کما فی الآیة 70 من سورة الاعراف».

ونقرأ فی شأن النّبی محمّد(صلى الله علیه وآله) وما واجهه به بعض المشرکین المعاندین، إذ قالوا: (اللّهمّ إن کان هذا هو الحقّ من عندک فأمطر علینا حجارة من السّماء أو ائتنا بعذاب ألیم).(3)

وهذا أمر عجیب حقّاً أن یرید الإنسان اختبار صدق دعوة نبیّه عن طریق العقاب المهلک، لا عن طریق طلب الرحمة! مع أنّهم یعلمون یقیناً احتمال صدق دعوة هؤلاء الأنبیاء «یعلمون ذلک فی قلوبهم وإن أنکروه بلسانهم».

وهذا الأمر یشبه حالة ما لو أدعى رجل بأنّه طبیب، فیقول: هذا ا لدواء ناجع شاف، وذلک الدواء ضار مهلک. ونحن من أجل أن نختبر صدقه نستعمل الدواء المهلک!!

فهذا منتهى الجهل والتعصب... ولمرض الجهل الکثیر من هذه الافرازات.

وعلى کل حال، فإنّ هؤلاء القوم المعاندین بدلا من أن یصغوا لنصیحة نبیّهم ویستجیبوا له، واجهوه باستنتاجات واهیة وکلمات باطلة!... منها أنّهم (قالوا اطّیّرنا بک وبمن معک)ولعل تلک السنة کانت سنة قحط وجدب، فقالوا: إنّ هذا البلاء والمشاکل والعقبات کلّها بسبب قدوم هذا النّبی وأصحابه... فهم مشؤومون جلبوا الشقاء لمجتمعنا!!

فکانوا یحاولون مواجهة دعوة نبیّهم صالح ومنطقه المتین بحربة التطیر، التی هی حربة المعاندین الخرافیین.

لکنّه ردّ علیهم و(قال طائرکم عند الله) فهو الذی یبتلیکم بسبب أعمالکم بهذه المصائب التی أدّت إلى هذه العقوبات.

فی الحقیقة إنّ ذلک اختبار وامتحان إلهی کبیر لکم، أجل (بل أنتم قوم تفتنون).

هذه امتحانات وفتن إلهیة... هذه إنذارات وتنبیهات لینتبه ـ من فیهم اللیاقة من غفلتهم، ویصلحوا انحرافهم ویتجهوا نحو الله!.


1. جملة (أن اعبدوا الله) مجرورة بحرف جر مقدرو أصلها: ولقد ارسلنا إلى ثمود أخاهم صالحاً بعبادة الله.
2. کلمة (فریقان) تثنیة، وفعلها مسند إلى ضمیر الجمیع، وذلک لأنّ کل فریق یتألف من جماعة... فأخذ الجمع بنظر الاعتبار.
3. الأنفال، 32.
سورة النّمل / الآیة 45 ـ 47 «التطیُّر والتفاؤل»:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma