المقام السابع: الولایة على الأموال والانفس وحدودها

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
أنوار الفقاهة - کتاب البیع
التفویض فی أمر الخلقةکیف تکون الأرض کلها للإمام(علیه السلام)

ولابدّ من ملاحظة مقام النبی(صلى الله علیه وآله) والائمة(علیهم السلام) فی ذلک، ثم التکلم فی حال الفقهاء، فنقول ومنه سبحانه نستمد التوفیق والهدایة:

قال الله تعالى:(النَّبِىُ أَوْلَى بِالمُؤمِنِینَ مِنْ أنْفُسِهِم وَأزْوَاجُهُ اُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُوا الأَرْحَامِ بَعْضُهُم أَوْلَى بِبَعْض فِی کِتَابِ اللهِ مِنَ المُؤمِنینَ وَالمُهَاجِرینَ إلاّ أنْ تَفْعَلُوا إلى أولِیَائِکُمْ مَعْرُوفَاً کَانْ ذَلِکَ فِی الکِتَابِ مَسطُوراً)(1).

وهذا هو العمدة فی المقام والآیة مشتملة على أحکام ثلاثة:

أحدها: أولویة النبی(صلى الله علیه وآله) بالمؤمنین من أنفسهم.

ثانیها: کون ازواجه(صلى الله علیه وآله) بمنزلة الاُمهات فی حرمة النکاح، فقط، دون غیره من الأحکام کجواز النظر والارث وحرمة تزویج بناتهن للمؤمنین، والظاهر أنّه لم ینقل من أحد من علماء الإسلام أثر لهذه الاُمومة غیر ما ذکرنا.

ثالثها: کون اُولی الأرحام بعضهم أولى ببعض من غیر الأرحام.

وذلک أنّه کان الارث فی أول الأمر بین المؤمنین بالهجرة والمؤاخاة فی الدین، فنسخت الآیة هذا الحکم، وجعل اُولی الأرحام بعضهم بالنسبة إلى البعض أولى من غیرهم، فصار الارث بالقرابة والرحم.

وممّا ذکر یظهر أنّ ما هو المعروف فی الأذهان من أن الآیة ناظرة إلى طبقات الارث، وأنّ الأقرب أولى من الأبعد غیر صحیح، فانّه مبنی على أن یکون «الباء» فی قوله تعالى: «أولى ببعض» بمعنى «من» حتى یکون المعنى: بعضهم أولى من بعضهم مع أنّ المفضل علیه مذکور فی نفس الآیة مع «من»، وهو قوله «من المؤمنین والمهاجرین» فاولوا الأرحام أولى من غیرهم، فلیکن هذا على ذکر منک ونرجع إلى البحث عن الحکم الأوّل.

ذکر غیر واحد من المفسرین أنّ الآیة نزلت عندما أراد النبی(صلى الله علیه وآله) غزوة تبوک وأمر الناس بالخروج، وقال ناس نشاور آبائنا واُمهاتنا، فنزلت (الآیة واکدت لهم أن اتباع أمره(صلى الله علیه وآله)مقدم على غیره مطلقاً) ذکره فی «روح البیان»(2).

وقریب منه فی «مجمع البیان» إلاّ أن فیه «نستأذن آبائنا واُمهاتنا»(3).

وقد ذکر فی المجمع فی معنى هذه الجملة من الآیة اقوالا:

«أحدها» إنّه أحق بتدبیرهم، وحکمه أنفذ علیهم من حکمهم على أنفسهم.

«ثانیها» أنّ طاعته أولى من طاعة أنفسهم وما یمیلون إلیه.

«ثالثها» أنّ حکمه أنفذ علیهم من حکم بعضهم على بعض.

وهی متقاربة المضمون وتتحد فی النتیجة، وحاصلها وجوب اطاعته(صلى الله علیه وآله)فی هذه الاُمور وما یرتبط بمصالح المسلمین.

وهناک معنى رابع یستفاد من غیر واحد من الروایات، مثل ما رواه فی «تفسیر القرطبى»: «أنّه(صلى الله علیه وآله) کان لا یصلی على میت علیه دین، فلما فتح الله علیه الفتوح قال أولى بالمؤمنین من أنفسهم، فمن توفی وعلیه دین فعلیّ قضاؤه، ومن ترک مالاً فلورثته، اخرجه الصحیحان، وفیهما أیضاً : فأیّکم ترک دیناً أو ضیاعاً فأنا مولاه»(4).

وما رواه فی تفسیر «البحر المحیط» عنه(صلى الله علیه وآله): «ما من مؤمن إلاّ وأنا أولى به فى الدینا والآخرة، واقرؤا إن شئتم (النبى أولى بالمؤمنین من أنفسهم) فأیما مؤمن هلک وترک مالاً فلیرثه عصبته، من کانوا، وإن ترک دیناً(وضیاعاً) فعلیّ»(5).

وفی الوسائل فی باب ضمان ولاء الجریرة کان رسول الله(صلى الله علیه وآله) یقول «أنا أولى بکل مؤمن من نفسه، ومن ترک مالاً فللوارث، ومن ترک دیناً أو ضیاعاً فالیّ وعلیّ»(6).

و(قد ادعى تواتر الحدیث عند أهل السنة).

وعلى هذا یکون معناه: أولى بهم من أنفسهم فی أداء دیونهم وضیاعهم(7).

وهنا معنى «خامس» وهو أن الآیة مطلقة من جمیع الجهات، فهو أولى بالمؤمنین من أنفسهم فی کل أمر من اُمور الدین والدنیا، کما ذکره غیر واحد من المفسرین، منهم مؤلف «روح البیان» حیث قال: «والمعنى أن النبى(صلى الله علیه وآله) أحرى وأجدر بالمؤمنین من أنفسهم فی کل أمر من اُمور الدین والدنیا کما یشهد به الاطلاق»(8).

وکما یشهد به صدر الحدیث المروی عنه(صلى الله علیه وآله) فی تفسیر القرطبی وقد مضى، ویقرب منه ما فی تفسیر «المیزان» حیث قال: «النبى أولى بهم فیما یتعلق بالاُمور الدنیویة أو الدینیة، کل ذلک لمکان الاطلاق»(9).

ولا شک أنّ لفظ الاُمة مطلقة شاملة لای نوع من الولایة، ولکن الکلام فی اُمور :

أولاً: فی أنّه هل هی ناظرة إلى العموم فی کل ما یکون له صلة بتدبیر المجتمع وما فیه نظام الدین والدینا، أو هی شاملة حتى لماله صلة بأمر الفرد؟

ثانیا: على تقدیر العموم هل هی منصرفة إلى ما فیه صلاح الفرد، أو تعم ولو لم یکن فیه صلاحه بل کان ضرره بحیث یجوز له(صلى الله علیه وآله) الإضرار بأی مؤمن لصلاح نفسه(صلى الله علیه وآله) لا لصلاح المجتمع؟

الانصاف قوّة انصراف الآیة من الجهتین: من جهة اختصاصها بأمر المجتمع، ومن جهة تقییدها بالمصالح، فلا شک أنّ رسول الله(صلى الله علیه وآله) لم یکن یقدم على ما لم یکن فیه مصالح الاُمة ولا یقدم مصلحته بما أنّه شخص على مصالحهم، إنّما کلام فی أنّه هل اللفظ مطلق
من هذه الجهة أولا؟ وهل هی فی مقام البیان أو لیس فی مقامه من هذه الناحیة؟ وممّا یؤید الانصراف، الروایات الکثیرة التی ادعى تواترها من طریق العامة والخاصة وقد مر ذکرها ممّا ورد فی شأن نزولها وغیر ذلک.

ثم أنّه لو قلنا بثبوت ذلک له(صلى الله علیه وآله) بمقتضى هذه الآیة أو أدلة اُخرى، وثبوته لخلفائه المعصومین والأئمّة الهادین(علیهم السلام) ولکن اثباته للفقیه، دونه خرط القتاد، لما عرفت من أن غایة ما یدل على ولایة الفقیه هو الأخذ بالقدر المتیقن فی أمر الحکومة على الناس، ومن الواضح أنّه لا یدل إلاّ على التصرفات التی لیس لها صلة بهذا الأمر ولابدّ أن تکون تحت العناوین الاولیة أو الثانویة من أحکام الشرع، فیصح له التصرفات فی الأموال إذا کان بعنوان الزکاة والخمس أو دعت الضرورة إلى أخذها زائدة على الزکوات والاخماس لحفظ بیضة الإسلام فی مقابل الکفار أو غیر ذلک من أشباهه، وکذا یصح له الحکم بالقصاص وإجراء الحدود، والأمر بنفر الناس إلى میادین الجهاد وغیر ذلک، ممّا یعد تصرفاً فی الأموال والأنفس، وأمّا أن یؤخذ أموال الناس، لمصلحة الشخصیة، أو یطلق امرأته، أو یقتل مؤمناً متعمداً من غیر انطباق عنوان شرعی علیه فلا، وینبغی أن یکون هذا من الواضحات التی لا ریب فیها ولا شبهة تعتریها.

ومن الجدیر بالذکر أنا لم نسمع فی روایة ولم نر فی تاریخ، أنّ النبی(صلى الله علیه وآله) أخذ الناس بالولایة على الأموال والنفوس فی غیر ما یرتبط بنظام المجتمع والحکومة الإسلامیة، وفی غیر نطاق أحکام الشرع، بل ولا بالنسبة إلى الأئمّة المعصومین صلوات الله علیهم أجمعین.


1. سورة الاحزاب، الآیة 6.
2. تفسیر روح البیان، ج 7 ، ص 138.
3. المصدر السابق، ج 8 ، ص 338.
4. تفسیر القرطبى، ج 8 ، ص 5203.
5. تفسیر بحر المحیط، ج 7 ، ص 217.
6. وسائل الشیعة، ج 17، أبواب ولاء ضمان الجریرة الباب 3 ، ح 14.
7. الظاهر المراد من الضیاع (بالفتح) فی ، الحدیث هو «الایتام».
8. تفسیر روح البیان، ج 16 ، ص 138.
9. تفسیر المیزان، ج 16 ، ص 291.

 

التفویض فی أمر الخلقةکیف تکون الأرض کلها للإمام(علیه السلام)
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma