روى فی تحف العقول فی باب المختار من کلمات الحسین بن علی(علیه السلام) أنّه یروى عن أمیرالمؤمنین(علیه السلام) أنّه قال: «اعتبروا أیّها الناس بما وعظ الله به أولیائه...إلى أن قال: وأنتم أعظم الناس مصیبة لما غلبتم علیه من منازل العلماء لو کنتم تشعرون ذلک، بانّ الاُمور والأحکام على أیدى العلماء بالله، الاُمناء على حلاله وحرامه فأنتم المسلوبون تلک المنزلة، وما سلبتم ذلک إلاّ بتفرقکم عن الحق واختلافکم فى السنة بعد البینة الواضحة، ولو صبرتم على الاذى وتحملتم المؤونة فى ذات الله کانت اُمور الله علیکم ترد وعنکم تصدروا الیکم ترجع ولکنکم مکنتم الظلمة من منزلتکم»(1).
والحدیث ضعیف سنداً بالارسال کما هو ظاهر، وأمّا بحسب الدلالة فقد ذهب بعضهم کسیدنا الاستاذ الحکیم(قدس سره) فی نهج الفقاهة إجماله.
وقال المحقق النائینی(قدس سره) فی هذا الخبر وخبر «العلماء ورثة الأنبیاء» ونحوها من الأخبار الواردة فی علو شأن العالم: إن من المحتمل قریباً کون العلماء فیها هم الائمة(علیهم السلام)(2).
وقال المحقق الایروانی(قدس سره): إنّ المراد بالاُمور إمّا الافتاء فیما اشتبه حکمه، أو القضاء فیما اشتبه موضوعه(3).
ولکن الانصاف ـ کما یظهر لمن نظر صدره وذیله ـ أنّ العلماء فیه هم العارفون بدین الله وحلاله وحرامه، کما أنّ المراد بالاُمور ما یشمل الولایة والحکومة، فانّ الحدیث عن أمیرالمؤمنین(علیه السلام) ویشیر إلى غلبة أهل الباطل على الولایة، ومنع أهل الحق عن محالها، ولو صبروا عادت الاُمور إلى محالها، وتکون الحکومة بأیدیهم، ولعمرى إن ذیلها کالصریح فی ذلک، وظنی أنّ القائلین بأنّها ظاهرة فی خصوص الافتاء أو هو والقضاء قصروا نظرهم إلى خصوص جملة «مجارى الاُمور» وإلاّ لو نظروا سائر فقرات الحدیث لکانت واضحة عندهم، فدلالتها واضحة وإن کان سندها مرسل.