الموت لیس نهایة الحیاة:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 8
الدنیا، وعمرها القصیر: سورة المؤمنون / الآیة 117 ـ 118

قلنا: إنّ من بین الأدلّة المطروحة لإثبات المعاد والعالم الآخر هی «مطالعة نظام هذا العالم» أو بتعبیر آخر: إنّ دراسة «النشأة الاُولى» شاهد على وجود «النشأة الاُخرى».

ومن الضروری إیضاح ذلک بنحو أوسع هنا.

فمن جهة نرى عالم الوجود بهذه السعة والعظمة والتنظیم المدهش، حتى إعترف کبار العلماء بأنّ أسرار العالم بقدر یقف الإنسان عاجزاً إزاءها، فإنّ معلوماته مهما کانت لا تشکّل سوى صفحة من کتاب کبیر جدّاً، بل إنّ معلوماتنا عن هذا الوجود ما هی إلاّ «ألفباء» لهذا الکتاب العظیم التألیف والأسرار.

فکلّ واحدة من هذه المجرّات العظیمة تضمّ ملیارات من الکواکب، وعدد المجرات والفواصل بینها کبیر بدرجة تثیر الدهشة حین حساب المسافة بینها بسرعة الضوء، علماً بأنّ سرعة الضوء تبلغ ثلاثمائة ألف کیلومتراً فی الثّانیة. والدقّة المستخدمة فی بناء أصغر وحدة من هذا العالم هی ذاتها التی إستخدمت فی أوسع بناء فیه.

والإنسان ـ بحسب علمنا ـ أکمل المخلوقات التی نعرفها فی الوجود، وهو أسمى نتاج لهذا العالم، ومن جهة اُخرى یلاقی الآلام والمشاکل الکثیرة خلال عمره القصیر حتى یبلغ أشدّه!! فما یکاد ینهی مرحلة الطفولة بآلامها ومشاکلها ویتنفّس الصعداء منها حتى یدخل مرحلة الصبا والشباب بتقلّباتها الشدیدة المدمّرة.

وما یکاد یثبت قدمیه بعد فی هذه المرحلة حتى تدهمه مرحلة جدیدة مفعمة بألوان الأذى وأنواع المصاعب، هی مرحلة الکهولة والشیخوخة، فیتّضح له مدى ضعفه وعجزه.

فهل یصدق أن یکون الهدف من خلق هذا الکائن العظیم الاُعجوبة فی الخلق، الذی یسمّى الإنسان، هو أن یأتی إلى هذا العالم لیقضی عدداً من السنین، ولیمرّ بکلّ هذه المراحل بما فیها من آلام ومصاعب، ولیأکل مقداراً من الطعام ویلبس لباساً وینام وینهض ثمّ یموت وینتهی کلّ شیء؟! وإذا کانت هذه هی الحقیقة، ألا یعنی هذا عبثاً؟!

أتکون کلّ هذه التشکیلات العظیمة من أجل غایة دنیئة کالأکل والشرب والنوم؟!

افرضوا بقاء نوع الإنسان ملایین السنین فی هذه الدنیا، وتتعاقب الأجیال، وترتقی العلوم المادیّة فتوفّر أفضل المأکل والملبس والمسکن وأعلى مستوى من الرفاهیة للبشر، أتکون تشکیلات الوجود کلّه من أجل هذه المقاصد الدنیا؟

وعلى هذا فإنّ دراسة هذا العالم العظیم لوحده دلیل على کونه مقدّمة لعالم أوسع یمتاز بالدوام الخالد، ویعطی الإیمان به حیاتنا معناها اللائق بها، ویخلصها من التفاهات، ولهذا لا نستغرب من تصوّر الفلاسفة المادیّین الذین لا یعتقدون بالقیامة والآخرة أنّ هذا العالم تافه

لا هدف له، ولو کنّا نحن نعتقد بمثل هذا فحسب لأتّجهنا نفس اتّجاههم، ولهذا نؤکّد أنّه إذا کان الموت نقطة النهایة فخلق الوجود یصبح أمراً تافهاً، لهذا نقرأ فی الآیة 62 من سورة الواقعة (ولقد علمتم النشأة الاُولى فلولا تذکرون)؟!

الدنیا، وعمرها القصیر: سورة المؤمنون / الآیة 117 ـ 118
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma