بحوث

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 8
زلزلة البعث العظیمة: سورة الحجّ / الآیة 3 ـ 4

تحدث هذه الظواهر المذکورة آنفاً بشکل یسیر فی الزلازل الدنیویّة والأحداث المرعبة، حیث تنسى الاُمّهات أطفالهنّ، وتسقط الحوامل حملهنّ، وترى آخرین کالسکارى قد فقدوا صوابهم، إلاّ أنّ هذا لا یتّخذ طابعاً عامّاً، أمّا زلزال البعث فإنّه یصیب الناس جمیعاً دون إستثناء.

قد تکون هذه الآیات إشارة إلى خاتمة العالم التی تعتبر مقدّمة للبعث، وفی هذه الحالة ستأخذ عبارة «کلّ ذات حمل... وتذهل کلّ مرضعة» مفهومها الحقیقی، إلاّ أنّه یحتمل أنّها تشیر إلى زلزال یوم البعث، بدلالة قوله سبحانه: (لکن عذاب الله شدید ) والعبارات السابقة تکون کأمثلة، أی إنّ الموقف مرعب لدرجة أنّه لو فرض وجود ذات حمل لوضعت حملها، وتغفل الاُمّهات عن  أطفالهنّ ـ تماماً ـ إن شهدن هذا الموقف.

نعلم أنّ کلمة «المرضع» تطلق فی اللغة العربیة على المرأة التی ترضع ولده (1)، إلاّ أنّ مجموعة من المفسّرین وبعض اللغویین یقولون: إنّ هذه الکلمة قد ترد بصیغة مؤنثة «مرضعة» لتشیر إلى لحظة الإرضاع، أی یطلق على المرأة التی یمکنها إرضاع طفلها کلمة المرضع، وکلمة المرضعة خاصّة بالمرأة التی هی فی حالة إرضاع طفله (2).

ولهذا التعبیر فی الآیة أهمیّة خاصّة، فشدّة زلزال البعث، ورعبه بدرجة کبیرة، یدفعان المرضعة إلى سحب ثدیها من فم رضیعها ونسیانه دون وعی منها.

إنّ عبارة (ترى الناس سکارى ) إشارة إلى أنّ النّبی (صلى الله علیه وآله) هو المخاطب فیها فیقول له: سترى الناس هکذا، أمّا أنت فلست مثلهم، ویحتمل أن یکون الخطاب للمؤمنین الراسخین فی الإیمان الذین ساروا على خطى النّبی (صلى الله علیه وآله)، بأنّهم فی أمان من هذا الخوف الشدید.

نقل کثیر من المفسّرین ورواة الحدیث فی خاتمة هذه الآیات حدیثاً عن الرّسول (صلى الله علیه وآله)وهو أنّ الآیتان من بدایة السورة نزلتا لیلا فی غزاة بنی المصطلق (3) ـ وهم حىّ من خزاعة ـ والناس یسیرون، فنادى رسول الله (صلى الله علیه وآله) فحثّوا الخطى حتى کانوا حوله (صلى الله علیه وآله) فقرأها علیهم، فلم یر أکثر باکیاً من تلک اللیلة، فلمّا أصبحوا لم یحطّوا السرج عن الدواب ولم یضربوا الخیام، والناس بین باک حزین أو جالس یتفکّر، فقال رسول الله (صلى الله علیه وآله): «أتدرون أی یوم ذاک؟» قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «ذاک یوم یدخل الناس من کلّ ألف تسعمائة وتسعة وتسعین إلى النّار، وواحد إلى الجنّة»! فکبر ذلک على المسلمین وبکوا بشدّة! وقالوا: فمن ینجو یارسول الله؟ فأجابهم بأنّ المذنبین الذین یشکّلون الأکثریة هم غیرکم. ثمّ قال: «إنّی لأرجو أن تکونوا ربع أهل الجنّة» فکبّروا، ثمّ قال: «إنّی لأرجو أن تکونوا ثلث أهل الجنّة» فکبّروا، ثمّ قال: «إنّی لأرجو أن تکونوا ثلثی أهل الجنّة، وإنّ أهل الجنّة مائة وعشرون صفّاً، ثمانون منها اُمّتی» (4).


1. یؤتى بعلامة التأنیث فی حالة أن یکون للکلمة تذکیر وتأنیث، إلاّ أنّ الحمل والإرضاع خاصّین بالنساء، لهذا لا حاجة لهما بتاء التأنیث وأمثالها.
2. یراجع قاموس اللغة، وتفسیر الکشّاف، والتّفسیر الکبیر، وتفسیر المیزان.
3. وقعت هذه الغزوة فی شهر شعبان فی السنة السادسة للهجرة، کامل لابن اثیر، ج 2، ص 192.
4. تفسیر مجمع البیان، ج 7، ص 70، وتفسیر نورالثقلین، ج 3، ص 469، وتفاسیر اُخرى.
زلزلة البعث العظیمة: سورة الحجّ / الآیة 3 ـ 4
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma