ثمّ أشار القرآن الکریم إلى المواهب العشرة التی منحها الله لیحیى والتی اکتسبها بتوفیق الله:
1ـ (وآتیناه الحکم صبیاً ). وهو أمر النّبوة والعقل والذکاء والدرایة.
2ـ (وحناناً من لدنا ) والحنان فی الأصل بمعنى الرحمة والشفقة والمحبّة وإظهار العلاقة والمودّة للآخرین.
3ـ (وزکاة ) أی أعطیناه روحاً طاهرة وزکیّة، وبالرغم من أنّ المفسّرین فسّروا الزکاة بمعان مختلفة، فبعضهم فسّرها بالعمل الصالح، وآخر بالطاعة والإخلاص، وثالث ببر الوالدین والإحسان إلیهما، ورابع بحسن السمعة والذکر، وخامس بطهارة الأنصار، إلاّ أنّ الظاهر هو أنّ للزکاة معنى واسعاً وشاملا یتضمّن کلّ هذه الأعمال والصفات الطاهرة الصالحة.
4ـ (وکان تقیاً ) فکان یجتنب کلّ ما یخالف الأوامر الالهیّة.
5ـ (وبراً بوالدیه ).
6ـ (ولم یکن جباراً ) فلم یکن رجلا ظالماً ومتکبّراً وانانیّاً.
7ـ ولم یکن (عصیاً ) ولم یقترف ذنباً ومعصیة.
8، 9، 10ـ ولمّا کان جامعاً لکلّ هذه الصفات البارزة، والأوسمة الکبیرة، فإنّ الله سبحانه قد سلّم علیه فی ثلاثة مواطن: (وسلام علیه یوم ولد ویوم یموت ویوم یبعث حیاً ).