لقد وردت جملة (واذکر) خمس مرات عند الشروع بذکر قصص الأنبیاء العظام ومریم، ولهذا السبب یمکن تسمیة هذه السورة بسورة (التذکیر)... ذکر الأنبیاء، والرجال والنساء العظام; وحرکتهم التوحیدیة، وجهودهم فی طریق محاربة الشرک وعبادة الأصنام والظلم والجور.
ولمّا کان الذکر عادة بعد النسیان، فمن الممکن أن یکون إشارة إلى أنّ جذور التوحید وعشق رجال الحق والإیمان بجهادهم من أجل إحقاق الحق حیّة فی أعماق روح کلّ إنسان، وإنّ الکلام عن هؤلاء فی الحقیقة نوع من الذکر.
وقد ورد وصف الله بـ «الرحمان» ست عشرة مرّة فی هذه السورة، فإنّ السورة تبدأ بالرحمة، رحمة الله بزکریا، رحمة الله بمریم والمسیح، وکذلک تنتهی السورة بهذه الرحمة حیث تقول فی أواخرها: (إن الذین آمنوا وعملوا الصالحات سیجعل لهم الرحمن وداً»)(1).