أوضحت الآیات السابقة عدداً من صفات القادة إلى طریق الحقّ، فهم المعروفون بالصلاح والإستقامة، فلم یبق للمشرکین ذریعة فی هذا الصدد إذ قال سبحانه: (أم لم یعرفوا رسولهم فهم له منکرون).
فلو کان الرسل مجهولین لتذرّع المنافقون بذلک، ولأنکروا الرسالات السماویة.
والأمر الآخر أنّ الرسل لا یستسلمون أبداً لأهواء الناس. ولا یقرّون الناس على ما إعتادوه من انحراف، مثلما نشاهده الیوم حیث التأیید المطلق لکلّ الرغبات العامّة (رغم إنحراف الکثیر منها)، وعلى هذا کان الرسل یواصلون عملهم بإصرار دائم لنشر العقیدة الحقّة رغم رفض عدد کبیر من الناس لهم وحقدهم علیهم.
والصفة الاُخرى للأنبیاء أنّهم لم یطلبوا أجراً من الناس، ولم یأخذوا منهم شیئاً فی مقابل نشر الحقّ، فهم لا یرجون غیر الله، وظلّوا یتجرّعون الفقر والبأساء دون أن یکون لأحد علیهم منّة قطّ، لیبقوا أحراراً طلیقین فی نشر دعوتهم بین الناس.