بحث

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 8
قضاء داود وسلیمان (علیهما السلام): سورة الأنبیاء / الآیة 81 ـ 82

هناک بحث بین المفسّرین فی أنّه کیف کان تجاوب الجبال والطیر مع داود؟ وما المراد من قوله تعالى: (وسخّرنا مع داود الجبال یسبّحن)؟!

فاحتُمل البعض أنّ هذا کان صوت داود الرخیم المؤثّر الجذّاب، والذی کان ینعکس فی الجبال، وکان یجذب الطیور إلیه.

وقال آخر: إنّ هذا التسبیح کان تسبیحاً مقترناً بالإدراک والشعور الموجود فی باطن ذرّات العالم، لأنّ کلّ موجودات العالم لها نوع من العقل والشعور حسب هذه النظریة، وعندما کانت تسمع صوت داود فی وقت المناجاة والتسبیح کانت تردّد معه، وتمتزج معه بهمهمة التسبیح.

وقال ثالث: إنّ المراد هو التسبیح التکوینی الذی یوجد فی موجودات العالم بلسان حالها، لأنّ لکلّ موجود نظاماً دقیقاً جدّاً. وهذا النظام الدقیق یحکی عن طهارة ونزاهة الله، وعن أنّ له صفات کمال، وبناءً على هذا فإنّ نظام عالم الوجود العجیب فی کلّ زاویة منه تسبیح وحمد، فـ «التسبیح» هو التنزیه عن النقائص، و«الحمد» هو الثناء على صفات الکمال(1).

فإن قیل: إنّ التسبیح التکوینی لا یختّص بالجبال والطیور، ولا بداود، بل إنّ نغمة هذا التسبیح تنبعث من کلّ الأرجاء والموجودات على الدوام.

قالوا فی الجواب: صحیح إنّ هذا التسبیح عام، ولکن لا یدرکه الجمیع، فقد کانت روح داود العظیمة فی هذه الحالة منسجمة مع باطن وداخل عالم الوجود، وکان یحسّ جیّداً أنّ الجبال والطیر یسبّحن معه.

ولیس لدینا دلیل قاطع على أىّ من هذه التفاسیر، وما نفهمه من ظاهر الآیة هو أنّ الجبال والطیور کانت تردّد وتتجاوب مع داود، وکانت تسبّح الله، وفی الوقت نفسه لا تضادّ بین هذه التفاسیر الثلاثة، فالجمع بینها ممکن.

وأشارت الآیة الأخیرة إلى موهبة اُخرى من المواهب التی وهبها الله لهذا النّبی الجلیل، فقالت: (وعلّمناه صنعة لبوس لکم لتحصنکم من بأسکم فهل أنتم شاکرون).

«اللبوس» کما یقول العلاّمة الطبرسی فی مجمع البیان کلّ نوع من أنواع الأسلحة الدفاعیة والهجومیة کالدرع والسیف والرمح(2)، إلاّ أنّ القرائن التی فی آیات القرآن توحی بأنّ اللبوس هنا تعنی الدرع التی لها صفة الحفظ فی الحروب.

أمّا کیف ألان الله الحدید لداود، وعلّمه صنع الدروع؟ فسنفصّل ذلک فی ذیل الآیات 10 ـ 11 من سورة سبأ إن شاء الله تعالى.


1. لمزید الإیضاح راجع تفسیر الآیة 44 من سورة الإسراء.
2. تفسیر مجمع البیان، ذیل الآیات مورد البحث.
قضاء داود وسلیمان (علیهما السلام): سورة الأنبیاء / الآیة 81 ـ 82
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma