یوم تطوى السّماء!

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 8
سورة الأنبیاء / الآیة 104 سورة الأنبیاء / الآیة 105 ـ 106

قرأنا فی آخر آیة من الآیات السابقة أنّ المؤمنین آمنون من الفزع الأکبر وهمّه، وتجسّم هذه الآیة رعب ذلک الیوم العظیم، وفی الحقیقة تبیّن وتجسّد علّة عظمة وضخامة هذا الرعب، فتقول: (یوم نطوی السّماء کطی السجل للکتب)(1).

لقد کان الناس فی الأزمنة الغابرة یستعملون أوراقاً کالطومار لکتابة الرسائل والکتب، وکانوا یطوون هذا الطومار قبل الکتابة، ثمّ إنّ الکاتب یفتح منه تدریجیّاً ویکتب علیه ما یرید کتابته، ثمّ یُطوى بعد الانتهاء من الکتابة ویضعونه جانباً، ولذلک فقد کانت رسائلهم ومثلها کتبهم أیضاً على هیئة الطومار، وکان هذا الطومار یسمّى سجلا، إذ کان یستفاد منه للکتابة.

وفی هذه الآیة تشبیه لطیف لطیّ سجل عالم الوجود عند إنتهاء الدنیا، ففی الوقت الحاضر فإنّ هذا السجل مفتوح، وتقرأ کلّ رسومه وخطوطه، وکلّ منها فی مکان معیّن، أمّا إذا صدر الأمر الإلهی بقیام القیامة فإنّ هذا السجل العظیم سیطوى بکلّ رسومه وخطوطه.

طبعاً، لا یعنی طی العالم الفناء کما یتصوّر البعض، بل یعنی تحطّمه وجمعه، وبتعبیر آخر:

فإنّ شکل العالم وهیئته ستضطرب ویقع بعضه على بعض، لکن  لا تفنى مواده، وهذه الحقیقة تستفاد من التعبیرات المختلفة فی آیات المعاد، وخاصّةً من آیات رجوع الإنسان من العظام النخرة، ومن القبور.

ثمّ تضیف (کما بدأنا أوّل خلق نعیده) وهذا التعبیر یشبه التعبیر الذی ورد فی الآیة 29 من سورة الأعراف: (کما بدأکم تعودون) أو أنّه مثل تعبیر (وهو الذی یبدأ الخلق ثمّ یعیده وهو أهون علیه)(2) (3).

أمّا ما احتمله بعض المفسّرین من أنّ المراد من هذا الرجوع هو الرجوع إلى الفناء والعدم، أو التلاحم والإرتباط کما فی بدایة الخلق، فیبدو بعیداً جدّاً.

وفی النهایة تقول الآیة: (وعد(4) علینا إنّا کنّا فاعلین)(5).

ویستفاد من بعض الرّوایات أنّ المراد من رجوع الناس إلى الحالة الاُولى، هو أنّهم یرجعون حفاة عراة مرّة اُخرى کما کانوا فی بدایة الخلق. ولکن لا شکّ أنّ هذا لا یعنی إنحصار معنى الآیة فی ذلک وإقتصاره علیه، بل إنّه أحد صور رجوع الخلق إلى الصورة الاُولى(6).


1. «السَجْل» الدلو العظیمة، «والسِّجِلّ» حجر کان یکتب فیه، ثمّ سمّی کلّ ما یکتب فیه سجلا ـ مفردات الراغب والقاموس ـ وینبغی الإلتفات إلى أنّه احتملت احتمالات عدیدة فی تفسیر جملة (کطی السجل للکتب) إلاّ أنّ أقربها أنّ «طی» مصدر للسجل الذی اُضیف مفعوله، و«اللام» فی (للکتب) إمّا للإضافة أو لبیان العلّة. دقّقوا ذلک.
2. الروم، 27.
3. کما قلنا سابقاً، فإنّه لا یوجد صعب وسهل بالنسبة إلى قدرة الله اللامتناهیة، بل کلّ شیء متساو مقابل قدرته، وعلى هذا فإنّ التعبیر المستعمل فی الآیة أعلاه إنّما هو بالنسبة لمحدودیة فهم البشر، دقّقوا ذلک.
4. «وعداً» مفعول لفعل مقدّر تقدیره: (وعدنا).
5. هذه الجملة تتضمّن عدّة تأکیدات، فلفظة: «الوعد» ، ثمّ التعبیر ب(علینا) وبعدها التأکید ب(إنّا) ثمّ استعمال الفعل الماضی (کنّا) وکذلک کلمة (فاعلین).
6. تفسیر مجمع البیان، ذیل الآیات مورد البحث.
سورة الأنبیاء / الآیة 104 سورة الأنبیاء / الآیة 105 ـ 106
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma