سیحکم الصالحون الأرض:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 8
سورة الأنبیاء / الآیة 105 ـ 106 1ـ روایات حول ثورة المهدی (علیه السلام)

بعد أن أشارت الآیات السابقة إلى جانب من ثواب المؤمنین الصالحین، فقد أشارت السورة فی هاتین الآیتین إلى أحد أوضح المکافآت الدنیویّة لهؤلاء، فتقول: (ولقد کتبنا فی الزبور من بعد الذکر انّ الأرض یرثها عبادی الصالحون).

وکلمة «الأرض» تطلق على مجموع الکرة الأرضیة، وتشمل کافّة أنحاء العالم إلاّ أن تکون هناک قرینة خاصّة فی الأمر، ومع أنّ البعض احتمل أن یکون المراد وراثة کلّ الأرض فی القیامة، إلاّ أنّ ظاهر کلمة الأرض عندما تذکر بشکل مطلق تعنی أرض هذا العالم.

ولفظ «الإرث» ـ کما أشرنا إلى ذلک سابقاً ـ یعنی إنتقال الشیء إلى شخص بدون معاملة وأخذ وعطاء، وقد استعملت هذه الکلمة فی القرآن أحیاناً بمعنى تسلّط وانتصار قوم صالحین على قوم طالحین، والسیطرة على مواهبهم وإمکانیاتهم، کما نقرأ فی الآیة 137 من سورة الأعراف فی شأن بنی إسرائیل: (وأورثنا القوم الذین کانوا یستضعفون مشارق الأرض ومغاربها).

وبالرغم من أنّ «الزبور» فی الأصل یعنی کلّ کتاب ومقال، ومع أنّ موضعین من المواضع الثلاثة التی استعملت فیها هذه الکلمة فی القرآن یشیران إلى زبور داود، فلا یُستبعد أن یکون المورد الثّالث ـ أی ما ورد فی الآیة محلّ البحث ـ إشارة إلى هذا المعنى أیضاً.

إنّ زبور داود ـ أو بتعبیر کتب العهد القدیم (مزامیر داود) ـ عبارة عن مجموعة أدعیة النّبی داود ومناجاته ونصائحه ومواعظه.

واحتمل بعض المفسّرین أن یکون المراد من الزبور هنا کلّ کتب الأنبیاء السابقین(1).

ولکن یبدو على الأغلب ـ مع ملاحظة الدلیل الذی ذکرناه ـ أنّ الزبور هو کتاب مزامیر داود فقط، خاصّةً وأنّ فی المزامیر الموجودة عبارات تطابق هذه الآیة تماماً، وسنشیر إلى ذلک فیما بعد إن شاء الله تعالى.

«والذکر» فی الأصل یعنی التذکیر أو ما یسبّب التذکیر والتذکّر، واستعملت هذه الکلمة فی القرآن بهذا المعنى، واُطلقت أحیاناً على کتاب موسى السماوی، کالآیة 48 من سورة الأنبیاء: (ولقد آتینا موسى وهارون الفرقان وضیاءً وذکراً للمتّقین).

واستعملت أحیاناً فی شأن القرآن، کالآیة 27 من سورة التکویر: (إن هو إلاّ ذکر للعالمین) ولذلک قال البعض: إنّ المراد من الذکر ـ فی الآیة مورد البحث ـ هو القرآن، والزبور کلّ کتب الأنبیاء السابقین، أی إنّنا کتبنا فی کلّ کتب الأنبیاء السابقین إضافةً إلى القرآن بأنّ الصالحین سیرثون الأرض جمیعاً.

لکن ملاحظة التعبیرات التی إستعملت فی الآیة توضّح أنّ المراد من الزبور کتاب داود، والذکر بمعنى التوراة، ومع ملاحظة أنّ الزبور کان بعد التوراة، فإنّ تعبیر (من بعد)(2) حقیقی، وعلى هذا فإنّ معنى الآیة: إنّنا کتبنا فی الزبور بعد التوراة أنّنا سنورث العباد الصالحین الأرض.

سؤال: وهنا ینقدح سؤال، وهو: لماذا ذکر هذان الکتابان من بین الکتب السماویة؟

والجواب: ربّما کان هذا التعبیر بسبب أنّ داود کان أحد أکبر الأنبیاء، واستطاع أن یشکّل حکومة الحقّ والعدل، وکان بنو إسرائیل مصداقاً واضحاً للقوم المستضعفین الذین ثاروا بوجه المستکبرین ودمّروا دولتهم واستولوا على حکومتهم وورثوا أرضهم.

والسؤال الآخر الذی یُثار هنا هو: من هم عباد الله الصالحون؟

والجواب: إذا لاحظنا إضافة العباد إلى الله ستتّضح مسألة إیمان هؤلاء وتوحیدهم، وبملاحظة کلمة (الصالحین) التی لها معنى واسع، فستخطر على الذهن کلّ المؤهّلات، الأهلیّة من ناحیة التقوى، والعلم والوعی، ومن جهة القدرة والقوّة، ومن جانب التدبیر والتنظیم والإدراک الاجتماعی.

عندما یهیء العباد المؤمنون هذه المؤهّلات والأرضیات لأنفسهم، فإنّ الله سبحانه یساعدهم ویعینهم لیمرغوا اُنوف المستکبرین فی التراب، ویقطعوا أیدیهم الملوّثة، فلا یحکمون أرضهم بعدُ، بل تکون للمستضعفین، فیرثونها، فبناءً على ذلک فإنّ مجرّد کونهم مستضعفین لا یدلّ على الإنتصار على الأعداء وحکم الأرض، بل إنّ الإیمان لازم من جهة، وإکتساب المؤهّلات من جهة اُخرى، وما دام مستضعفو الأرض لم یُحیوا هذین الأصلین فسوف لا یصلون إلى وراثة الأرض وحکمها. ولذلک فإنّ الآیة التالیة تقول من باب التأکید المشدّد: (إنّ فی هذا لبلاغاً لقوم عابدین).

لقد اعتبر بعض المفسّرین (هذا) إشارة إلى کلّ الوعود والتهدیدات التی جاءت فی هذه السورة، أو فی کلّ القرآن، ویدخل موضوع بحثنا فی هذا المفهوم الکلّی أیضاً، إلاّ أنّ ظاهر الآیة هو أنّ (هذا) إشارة إلى الوعد الذی اُعطی للعباد الصالحین فی الآیة السابقة فی شأن الحکومة فی الأرض.


1. نقل هذا الاحتمال فی تفسیر مجمع البیان، والتفسیر الکبیر عن عدّة من المفسّرین.
2. وفی الاصطلاح العلمی «بعد» وردهنا بمعنى المرتبة المکانیة لا الزمانیة.
سورة الأنبیاء / الآیة 105 ـ 106 1ـ روایات حول ثورة المهدی (علیه السلام)
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma