قیام موسى وهلاک الفراعنة:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 8
سورة المؤمنون / الآیة 45 ـ 49 سورة المؤمنون / الآیة 50

کان الحدیث حتى الآن عن أقوام بعث الله لهم رسلا قبل موسى (علیه السلام)، وهلکوا. أمّا الآیات موضع البحث فقد تحدّثت باختصار جدّاً عن إنتفاضة موسى وهارون على الفراعنة، ومصیر هؤلاء القوم المستکبرین فقالت: (ثمّ أرسلنا موسى وأخاه هارون بآیاتنا وسلطان مبین).

وهناک تفاسیر عدیدة لما تقصده کلمة «الآیات» وعبارة (سلطان مبین) وما الفرق بینهما؟

قال بعض المفسّرین: إنّ «الآیات» تعنی المعجزات التی أعطاها الله لموسى بن عمران (الآیات التسع). وتقصد عبارة «سلطان مبین» المنطق القوی والبرهان الدافع لموسى (علیه السلام)أمام الفراعنة.

التّفسیر الثّانی أنّ «الآیات» تعنی جمیع معاجز موسى(علیه السلام)، ویقصد بعبارة (سلطان مبین) بعض معاجز موسى المهمّة کعصاه والید البیضاء، لأنّ لهما خصائص ساعدت موسى على الانتصار على الفراعنة.

واحتمل البعض أنّ کلمة «الآیات» إشارة إلى آیات «التوراة»، وبیان التعالیم وما شاکل ذلک، وعبارة «سلطان مبین» إشارة إلى معجزات موسى(علیه السلام).

إلاّ أنّه لو لاحظنا استعمالات عبارة «سلطان مبین» فی القرآن المجید لوجدنا التّفسیر الأوّل أقرب إلى الصواب، لأنّ کلمة «سلطان» أو «سلطان مبین» وردت فی القرآن بمعنى الدلیل والمنطق الواضح(1).

أجل بعثنا موسى وأخاه هارون بهذه الآیات وسلطان مبین (إلى فرعون وملإیه). لماذا تتحدّث الآیة فقط عن الملأ (المجتمع المترف المعاند أو ما یسمّى بطبقة الأشراف). ولم تقل أنّ رسالتهما إلى شعب مصر کلّه.

لعلّ ذلک إشارة إلى أنّ الفراعنة هم أساس الفساد، وإن صلحوا فالباقون أمرهم سهل. إضافةً إلى کونهم قادة البلد، ولا یصلح أىّ بلد إلاّ بصلاح قادته، إلاّ أنّهم (فاستکبرو)لأنّهم لم یرضخوا لآیات الحقّ والسلطان المبین.

والفراعنة کانوا ـ أساساً ـ مستکبرین طاغین، کما تقول الآیة (وکانوا قوماً عالین). والفرق بین العبارتین (استکبرو) و(کانوا قوماً عالین) أنّ العبارة الاُولى قد تکون إشارة إلى إستکبارهم عن دعوة موسى(علیه السلام)، والعبارة الثّانیة تشیر إلى أنّ الإستکبار یشکّل دوماً برنامجهم وبناءهم الفکری والروحی.

ویحتمل أیضاً أن تکون العبارة الاُولى إشارة إلى تکبّر الفراعنة، والثّانیة إلى أنّهم کانوا یتمتّعون بقدرة متعالیة وحیاة متمیّزة. وهذا سبب إستکبارهم.

ومن الدلائل الواضحة على إحساسهم بالإستعلاء، قولهم: (فقالوا أنؤمن لبشرین مثلنا وقومهما لنا عابدون)(2) فلم یکتفوا بالقول إنّنا لا ینبغی لنا اتّباع موسى وهارون، بل لابدّ أن یکون موسى وهارون عبدین دائمین لهم. فهؤلاء الذین اتّهموا الأنبیاء (علیهم السلام) بالتسلّط فی وقت هم أسوأ من کلّ متسلّط، وکلامهم یشهد على ذلک.

وعلى کلّ حال فقد تصدّوا لموسى وأخیه هارون بهذه الأدلّة الخاویة، مخالفة منهم للحقّ (فکذّبوهما فکانوا من المهلکین).

وهکذا إنتهى أعداء بنی إسرائیل الذین کانوا سدّاً مانعاً لدعوة موسى وهارون إلى الله سبحانه.

وبدأت بعدها مرحلة تعلیم وتربیة بنی إسرائیل، فأنزل الله فی هذه المرحلة «التوراة» على موسى، الذی دعا بنی إسرائیل للإهتداء بهذا الکتاب وتطبیقه على ما ذکرته الآیة الأخیرة هنا (ولقد آتینا موسى الکتاب لعلّهم یهتدون).

والآیات السابقة تحدّثت موسى وأخیه هارون فی مرحلة المواجهة مع الفراعنة مستعملة الضمیر المثنّى، وهنا تکلّمت الآیة الشریفة عن نزول الکتاب السماوی (التوراة) فخصّصت الحدیث بموسى(علیه السلام). لأنّه النّبی المرسل وصاحب الکتاب والشریعة. إضافة إلى أنّ (موسى) کان یتعبّد فی جبل الطور حین نزول التوراة، بینما کان هارون بین جموع بنی إسرائیل(3).


1. نقرأ فی سورة النمل الآیة 21: (لاُعذبنّه عذاباً شدیداً أو لأذبحنّه أو لیأتینی بسلطان مبین) وفی الآیة 23 من سورة النجم نقرأ (إن هی إلاّ أسماء سمّیتموها أنتم وآبائکم ما أنزل الله بها من سلطان).
2. یطلق على الإنسان «البشر» ، لأنّ بشرته وجلده عاریة. خلافاً لما علیه الحیوانات من لباس طبیعی خاص بکلّ نوع منهما. وذلک لعدم قدرتها على إعداد وسائل الحیاة فمنح الله ذلک لها بشکل طبیعی. أمّا بالنسبة للإنسان فقد أوکل ذلک إلى ذکائه وعقله.
3. بحثنا بالتفصیل حول موسى(علیه السلام) وکیفیة مبعثه وجهاده مع الفراعنة فی تفسیر الآیات 103 إلى 162 من سورة الأعراف وفی تفسیر الآیات 8 إلى 97 من سورة طه.
سورة المؤمنون / الآیة 45 ـ 49 سورة المؤمنون / الآیة 50
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma