نجاة لوط من أرض الفجّار:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 8
سورة الأنبیاء / الآیة 74 ـ 75 سورة الأنبیاء / الآیة 76 ـ 77

لمّا کان لوط من أقرباء إبراهیم وذوی أرحامه، ومن أوائل من آمن به، فقد أشارت الآیتان بعد قصّة إبراهیم(علیه السلام) إلى جانب من إجتهاده وسعیه فی طریق إبلاغ الرسالة، والمواهب التی منحها الله سبحانه له، فتقول: (ولوطاً آتیناه حکماً وعلماً)(1).

لفظة (الحکم) جاءت فی بعض الموارد بمعنى أمر النبوّة والرسالة، وفی موارد اُخرى بمعنى القضاء، وأحیاناً، بمعنى العقل، ویبدو أنّ الأنسب هنا من بین هذه المعانی هو المعنى الأوّل، مع إمکانیة الجمع بین هذه المعانی هنا.

والمراد من العلم کلّ العلوم التی لها أثر فی سعادة ومصیر الإنسان.

لقد کان لوط من الأنبیاء العظام وکان معاصراً لإبراهیم، وهاجر معه من أرض بابل إلى فلسطین، ثمّ فارق إبراهیم وجاء إلى مدینة (سدوم) لأنّ أهلها کانوا غارقین فی الفساد والمعاصی، وخاصّةً الانحرافات الجنسیة، وقد سعى کثیراً من أجل هدایة هؤلاء القوم، وتحمّل المشاق فی هذا الطریق، إلاّ أنّه لم یؤثّر فی اُولئک العُمی القلوب.

وأخیراً، نعلم أنّ الغضب والعذاب الإلهی قد حلّ بهؤلاء، وقلب عالی مدینتهم سافلها، واُهلکوا جمیعاً، إلاّ عائلة لوط ـ باستثناء امرأته ـ وقد بیّنا تفصیل هذه الحادثة فی ذیل الآیات 77 وما بعدها من سورة هود.

ولذلک أشارت الآیة إلى هذه الموهبة التی وهبت للوط، وهی (ونجّیناه من القریة التی کانت تعمل الخبائث إنّهم کانوا قوم سوء فاسقین).

إنّ نسبة الأعمال القبیحة إلى القریة والمدینة بدلا من أهل القریة إشارة إلى أنّ هؤلاء کانوا قد غرقوا فی الفساد والمعاصی إلى درجة حتى کأنّ أعمال الفساد والخبائث کانت تقطر من جدران مدینتهم وأبوابها.

والتعبیر بـ«الخبائث» بصیغة الجمع، إشارة إلى أنّهم إضافة إلى فعل اللواط الشنیع، کانوا یعملون أعمالا قبیحة وخبیثة اُخرى، أشرنا إلیها فی ذیل الآیة 8 من سورة هود.

والتعبیر بـ «الفاسقین» بعد «قوم سوء» ربّما یکون إشارة إلى أنّ اُولئک کانوا فاسقین من وجهة نظر القوانین الإلهیّة، وحتى مع قطع النظر عن الدین والإیمان، فإنّهم کانوا أفراداً حمقى ومنحرفین فی نظر المعاییر الإجتماعیة بین الناس.

ثمّ أشارت الآیة إلى آخر موهبة إلهیّة للنّبی لوط، فقالت: (وأدخلناه فی رحمتنا إنّه من الصالحین) فهذه الرحمة الإلهیّة الخاصّة لا تعطى لأحد إعتباطاً وبدون حساب، بل إنّ أهلیّة وصلاحیة لوط هی التی جعلته مستحقّاً لمثل هذه الرحمة.

حقّاً، أىّ عمل أصعب، وأىّ منهج إصلاحی أجهد من أن یبقى إنسان مدّة طویلة فی مدینة فیها کلّ هذا الفساد والإنحطاط، ویظلّ دائماً یبلّغ الناس الضالّین المنحرفین أمر ربّهم ویرشدهم إلى طریق الهدى، ویصل الأمر بهم إلى أنّهم یریدون أن یعتدوا حتى على ضیفه؟ والحقّ أنّ مثل هذه الإستقامة والثبات لا تصدر إلاّ من أنبیاء الله وأتباعهم، فأىّ واحد منّا یستطیع أن یتحمّل مثل هذا العذاب الروحی المؤلم؟!


1. لقد نصبت کلمة «لوط» لأنّها مفعول لفعل مقدّر، یمکن أن یکون تقدیره: (آتینا) أو (اذکر).
سورة الأنبیاء / الآیة 74 ـ 75 سورة الأنبیاء / الآیة 76 ـ 77
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma