تعقیباً على قصّة أیّوب (علیه السلام) التربویة، وصبره وثباته بوجه سیل الحوادث، تشیر الآیتان ـ محلّ البحث ـ إلى صبر ثلاثة من أنبیاء الله الآخرین فتقول الاُولى: (وإسماعیل وإدریس وذا الکفل کلّ من الصابرین) فکلّ واحد من هؤلاء صبر طوال عمره أمام الأعداء، أو أمام مشاکل الحیاة المجهدة المضنیة، ولم یرکع أبداً فی مقابل هذه الحوادث، وکان کلّ منهم مثلا أعلى فی الصبر والإستقامة.
ثمّ تبیّن الآیة الاُخرى موهبة إلهیّة لهؤلاء مقابل الصبر والثبات، فتقول: (وأدخلناهم فی رحمتنا إنّهم من الصالحین).
ممّا یلفت النظر هنا أنّه لم یقل: وهبناهم رحمتنا، بل قال: وأدخلناهم فی رحمتنا، فکأنّ کلّ أجسامهم وأرواحهم أصبحت غارقة فی الرحمة الإلهیّة، بعد أن کانت غارقة فی بحر المشاکل.