1ـ المراد من إلقاءات الشیطان

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 8
وساوس الشّیاطین فی مساعی الأنبیاء: 3ـ الفرق بین الرّسول والنّبی!

ما ذکرناه فی تفسیر الآیات المذکورة أعلاه یتناغم مع آراء بعض الباحثین، إلاّ أنّ هناک إحتمالات اُخرى فی تفسیر الآیة، منها أنّ عبارة «تمنّى»«اُمنیة» تعنی التلاوة والقراءة، کما جاءت فی أشعار العرب بهذا المعنى. لهذا فإنّ تفسیر آیة (وما أرسلنا من قبلک من رسول...)هو أنّ الشیاطین (خاصّة شیاطین الإنس) کانوا یلقون بکلمات خلال قراءة کلام الله على الناس لتشویش الأفکار، ولإبطال أثر القرآن فی الهدایة والنجاة، إلاّ أنّ الله عزّوجلّ کان یمحو أثر هذه الإلقاءات ویثبت آیاته، وینسجم هذا التّفسیر مع عبارة (ثمّ یحکم الله آیاته) وکذلک یسایر (وفقاً لبعض التبریرات) اُسطورة الغرانیق التی سیرد ذکرها.

ولم تستعمل «تمنّی، واُمنیة» بمعنى التلاوة إلاّ نادراً، ولم ترد فی القرآن بهذا المعنى قطّ. «تمنّی» مشتقة من «منى» على وزن «مشى» وأصلها تعنی التقدیر والفرض، وسمّیت نطفة الرجل بـ «المنی» لأنّ تقدیر کیان الفرد یُفرض فیها. ویقال للموت «منیّة» لأنّه یحلّ فیه الأجل المقدّر للإنسان، ولهذا تستعمل کلمة «تمنّى» لما یصوّره الإنسان فی مخیّلته والتی یطمح إلى تحقّقها. وخلاصة القول: إنّ أصل هذه الکلمة هی التقدیر والفرض والتصوّر، أینما استخدمت.

ویمکن ربط معنى التلاوة بهذه الکلمة، فیقال: التلاوة تشمل التقدیر والتصوّر للکلمات، إلاّ أنّها رابطة بعیدة لا أثر لها فی کلمات العرب.

أمّا المعنى الذی ذکرناه لتفسیر الآیة (برامج الأنبیاء ومخطّطاتهم للوصول إلى الأهداف الإلهیّة) فإنّه یناسب المعنى الأصلی لکلمة «تمنّى».

وثالث احتمال فی تفسیر الآیة أعلاه هو ما ذکره بعض المفسّرین ورأى فیه أنّه إشارة إلى بعض الأخطار والوساوس الشیطانیة التی تلقى فی لحظة عابرة فی أذهان الأنبیاء الطاهرة النیّرة.

وبما أنّهم معصومون ومنصورون بقوّة غیبیّة وإمدادات إلهیّة، فإنّ الله یمحو أثر هذه الإلقاءات من أفکارهم ویهدیهم إلى الصراط المستقیم.

إلاّ أنّ هذا التّفسیر لا ینسجم مع الآیتین الثّانیة والثّالثة ممّا نحن بصدده، والقرآن اعتبر هذه الإلقاءات الشیطانیة وسیلة إمتحان للکفرة والمؤمنین الواعین على السواء، ولا أثر لها فی قلوب الأنبیاء حیث یمحو الله عنها إلقاءات الشیاطین هذه.

وبهذا تتّضح ملاءمة التّفسیر الأوّل أکثر من غیره، وهی إشارة إلى نشاط الشیاطین وما یلقونه على الأنبیاء لتعویق عملهم البنّاء، غیر أنّ الله یبطل ما یفعلون ویمحو ما یلقون.

وساوس الشّیاطین فی مساعی الأنبیاء: 3ـ الفرق بین الرّسول والنّبی!
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma