بحوث

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 8
مریم السیّدة الطاهرة: سورة الأنبیاء / الآیة 92 ـ 94

«الفرج» معناه فی اللغة الفاصلة والشقّ، واستعمل کنایة عن العضو التناسلی، لا أنّه صریح فی هذا المعنى ویرى البعض انّ کلّ ما ورد فی القرآن فی شأن الاُمور الجنسیة له طابع کنائی وغیر صریح، من قبیل «اللمس» «الدخول» «الغشیان»(1) «الإتیان»(2) وغیر ذلک.

ویلزم ذکر هذه اللطیفة أیضاً، وهی: إنّ ظاهر الآیة المتقدّمة یقول: إنّ مریم قد حفظت طهارتها وعفّتها من کلّ أشکال التلوّث بما ینافی العفّة، إلاّ أنّ بعض المفسّرین احتمل فی معنى هذه الآیة أنّها إمتنعت من الإتّصال بالرجال، سواء کان ذلک من الحلال أو الحرام(3)، کما تقول الآیة 20 من سورة مریم: (ولم یمسسنی بشر ولم أک بغیّاً).

إنّ هذه الصفة فی الحقیقة مقدّمة لإثبات إعجاز ولادة عیسى وکونه آیة.

إنّ المراد من «روحنا» ـ کما قلنا سابقاً ـ الإشارة إلى روح عظیمة متعالیة، ویقال لمثل هذه الإضافة: «الإضافة التشریفیّة»، حیث نضیف شیئاً إلى الله لبیان عظمته، مثل بیت الله، وشهر الله.

تقول الآیة آنفة الذکر: إنّا جعلنا مریم وإبنها آیة للعالمین، ولم تقل: آیتین وعلامتین، لأنّ وجود مریم ووجود إبنها إمتزجا فی هذه الآیة الإلهیّة العظیمة إمتزاجاً لا یمکن معه تجزئة بعضهما عن بعض، فإنّ ولادة ولد بدون أب إعجاز بنفس المقدار الذی تحمل فیه امرأة بدون زوج. وکذلک معجزات عیسى (علیه السلام) فی طفولته وکبره فإنّها تذکّر باُمّه.

إنّ هذه الاُمور الخارقة للعادة، والمخالفة للأسباب الطبیعیّة العادیة، یبیّن فی الجملة حقیقة أنّ وراء سلسلة الأسباب قدرة قادرة على تغییرها فی أىّ وقت شاءت.

وعلى کلّ حال، فإنّ حال السیّد المسیح واُمّه مریم (علیهما السلام) لم یکن له نظیر على طول تاریخ البشر، فلم یُر قبله ولا بعده شبیه له وربّما کان تنکیر کلمة (آیة) ]فی قوله تعالى: (وجعلناها وابنها آیةً للعالمین)[ الدالّ على التعظیم هو إشارة إلى هذا المعنى ..


1. الأعراف، 189.
2. البقرة، 222.
3. التّفسیر الکبیر، وتفسیر فی ظلال القرآن، ذیل الآیة مورد البحث.
مریم السیّدة الطاهرة: سورة الأنبیاء / الآیة 92 ـ 94
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma