بملاحظة کلمة «ربّ» التی هی مخفّف «ربّی» بمعنى إلهی، تشیر بدایة الجملة إلى أنّ المخاطب هو الله سبحانه وتعالى، إلاّ أنّ مجیء «ارجعون» بصیغة الجمع یمنع أن یکون المخاطب هو الله عزّوجلّ، وهذان التعبیران فی الجملة السابقة یثیران سؤالا واستفهاماً.
یرى عدد من المفسّرین أنّ المخاطب هو الله، وصیغة الجمع هنا للإحترام والتعظیم، ولکن استعمال صیغة الجمع فی مخاطبة المفرد لیس مألوفاً فی العربیة، خاصّةً فیما مضى، ولا نظیر له فی القرآن المجید، وبهذا یتّضح ضعف هذا التّفسیر(1).
وقال عدد آخر من المفسّرین: إنّ المخاطب هم الملائکة المکلّفون بقبض الأرواح. وکلمة «ربّ» نوع من الإستعانة بالله، وهذا مألوف فی حیاتنا الیومیّة حیث یستغیث المرء بالله فی الشدائد، ثمّ یستنجد الناس ویصرخ: «یاربّ! یاربّ! انقذونی، عجّلوا بمساعدتی» ویبدو هذا التّفسیر أقرب إلى الصواب.