تعوّذوا بالله من همزات الشیاطین:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 8
 سورة المؤمنون / الآیة 93 ـ 98 1ـ ما معنى همزات الشیاطین؟

مع مخاطبة هذه الآیات للرسول الأکرم(صلى الله علیه وآله)، واصلت مقاصد الآیات السابقة فی تهدید الکفّار والمشرکین المعاندین بأنواع العذاب الإلهی (قل ربّ إ مّا ترینّی ما یوعدون) (1).

(ربّ فلا تجعلنی فی القوم الظالمین) هاهنا دعاء بالنجاة من الهلاک، والإنفصال من الظالمین الذین ینتظرهم سوء العذاب، ولا شکّ أنّ النّبی(صلى الله علیه وآله) لم یعمل ما یعرّضه للعذاب، ولیس من العدل الإلهی أن یأخذ البریء بالمذنب، بل لو أنّ رجلا کان یعبد الله فی قوم لأنقذه الله سبحانه ممّا یعمّهم به من البلاء.

فهذا الدعاء من الرّسول(صلى الله علیه وآله) إنّما کان بأمر من الله تعالى، لهدفین: لیحذّر الکفّار والمشرکین من سوء المنقلب الذی یتوجّب أن یُسلّم الرّسول الأعظم(صلى الله علیه وآله) نفسه إلى الله جلّ وعلا ویطلب منه النجاة، والآخر: لیعلّم أصحابه وأتباعه جمیعاً التسلیم إلى الحقّ، وألاّ یتصوّروا أنّهم فی مأمن من عذابه.

أمّا ماذا یقصد بهذا العذاب؟

یرى معظم المفسّرین أنّه العقاب الدنیوی الذی ابتلى الله به المشرکین، ومنه الهزیمة المرّة التی ألحقها بهم فی معرکة بدر(2) ومع التوجّه إلى أنّ سورة «المؤمنون» مکّیة نزلت یوم مواجهة المؤمنین لضغوط کبیرة، لهذا کانت هذه الآیات بلسم لجراحهم وتسلیة لخواطرهم (وجاء بهذا المعنى أیضاً فی سورة یونس الآیة 46).

إلاّ أنّ بعض المفسّرین احتملوا أنّه یشمل العذاب الدنیوی والاُخروی مع(3).

ویبدو التّفسیر الأوّل أقرب لمراد الآیة.

وتأکیداً لهذا الموضوع ولنفی کلّ شکّ لدى الأعداء، ولتسلیة خاطر الرّسول(صلى الله علیه وآله)والمؤمنین، أضافت الآیة اللاحقة (وإنّا على أن نریک ما نعدهم لقادرون).

ولقد تجلّت قدرة الله سبحانه فی ساحات مختلفة بعد ذلک ـ ومنها معرکة بدر ـ حیث غلبت قلّة من المؤمنین جموع الأعداء الغفیرة بقوّة الإیمان وبنصر من الله سبحانه وتعالى.

ثمّ یأمر الله الرّسول(صلى الله علیه وآله) باتّباع سیاسة اللین فی الدعوة إلى الهدى ودین الحقّ (ادفع بالتی هی أحسن السیّئة) أی ادفع عدوانهم وسیّئاتهم بالعفو والصفح والإحسان، وکلامهم البذی بالکلام المنطقی الموزون: (نحن أعلم بما یصفون). والله یعلم أنّ أعمالهم القبیحة وکلامهم البذیء وأذاهم القاسی یؤلم الرّسول(صلى الله علیه وآله)، إلاّ أنّه عزّوجلّ یدعو إلى عدم الردّ بالمثل، بل یوجب أن یکون الردّ بالتی هی أحسن. وهذا خیر سبیل لإیقاظ الغافلین والمخدوعین.

ثمّ نقرأ أمراً ربّانیاً بالإستعاذة بالله من مکائد الشیطان (وقل ربّ أعوذ بک من همزات الشیاطین). إنّه دعاء بالإنقاذ من تربّص الشیطان ومکره الخفی،  ولا یقف الدعاء عند همزات الشیاطین بل یستمرّ فی الإستعاذة من حضورهم عنده (وأعوذ بک ربّ أن یحضرون) أی حضور الشیاطین فی اجتماعات النّبی(صلى الله علیه وآله) الذی یؤدّی إلى إغفال المجتمعین وإضلالهم.


1. «إمّا» فی الآیة أعلاه مرکّبة من «إن» الشرطیة و«ما» الزائدة. وقد استعملت هنا للتأکید. ومن أجل أن ترد (إن الشرطیة) على الفعل المقرون بنون التأکید یجب أن تفصل بینهما «ما».
2. یراجع تفاسیر مجمع البیان، ج 7، ص 117، والمیزان، وفی ظلال القرآن، وروح الجنان، وروح المعانی، ذیل الآیات مورد البحث.
3. التّفسیر الکبیر، ذیل الآیات مورد البحث.
 سورة المؤمنون / الآیة 93 ـ 98 1ـ ما معنى همزات الشیاطین؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma