إنّ الآیات السابقة، مثلما هی دلیل على قدرة الله تعالى وتأکید لما وعد من نصر لعباده المؤمنین، وشاهد على حقّانیته المقدّسة التی استندت الآیات السالفة الذکر إلیها، فهی دلیل على توحید الله وعلى المعاد، فإحیاء الأرض بالمطر بعد موتها، ونموّ النبات فیها، وکذلک حیاة الإنسان وموته شاهد على البعث والنشور. ومعظم الآیات عرضت هذه الأدلّة فی البرهنة على حقیقة المعاد یوم القیامة.
وقوله تعالى: (إنّ الإنسان لکفور) تأکید على إصرار المعاندین على الکفر، ففی صیغة
المبالغة «کفور» دلالة على هذا العناد، فهذا الإنسان منکر لفضل ربّه مع مشاهدته لآیاته العظیمة، ومصرّ على الانحراف عن هداه ونور رحمته الواسعة.