مع أنّ توبة آدم قد قبلت، إلاّ أنّ عمله أدّى إلى عدم استطاعته الرجوع إلى الحالة الاُولى، ولذا فإنّ الله سبحانه أصدر أمره لآدم وحواء کلیهما وکذلک الشیطان أن یهبطوا جمیعاً من الجنّة: (قال اهبطا منها جمیعاً بعضکم لبعض عدو). إلاّ أنّی اُعلمکم بأنّ طریق النجاة والسعادة مفتوح أمامکم (فإمّا یأتینکم منّی هدى فمن اتّبع هدای فلا یضلّ ولا یشقى).
ومن أجل أن یتّضح أیضاً مصیر الذین ینسون أمر الحقّ، فقد أضاف تعالى (ومن أعرض عن ذکری فإنّ له معیشةً ضنکاً ونحشره یوم القیامة أعمى).
هنا (قال ربّ لِمَ حشرتنی أعمى وقد کنت بصیراً)؟ فیسمع الجواب مباشرةً: (قال کذلک أتتک آیاتنا فنسیتها وکذلک الیوم تنسى) وتعمى عینک عن رؤیة نعم الله ومقام قربه.
أمّا الآیة الأخیرة من الآیات محلّ البحث فهی بمثابة الاستنتاج والخلاصة إذ تقول: (وکذلک نجزی من أسرف ولم یؤمن بآیات ربّه ولعذاب الآخرة أشدّ وأبقى).