لا تکلّمون!

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 8
3ـ تناسب العقاب مع الذنب  سورة المؤمنون / الآیة 105 ـ 111

تحدّثت الآیات السابقة عن العذاب الألیم لأهل النّار، وتناولت الآیات ـ موضع البحث ـ إستعراض جانب من کلام الله مع أهل النّار، إذ خاطبهم سبحانه وتعالى بعتاب (ألم تکن آیاتی تتلى علیکم فکنتم بها تکذّبون)(1).

ألم اُرسل إلیکم آیات وأدلّة واضحة بواسطة رسلی! ألم اُتمّ حجّتی علیکم! ومع کلّ هذا واصلتم تکذیبکم وإنکارکم.

وبملاحظة کون فعلی «تتلى» و«تکذّبون» مضارعان وهما دلیل على الاستمرار، فإنّه یتّضح لنا استمرار تلاوة الآیات الإلهیّة علیهم، وکذلک هم یواصلون التکذیب!

وهم یعترفون فی ردّهم (قالوا ربّنا غلبت علینا شقوتنا وکنّا قوماً ضالّین).

«الشقوة» و«الشقاوة» نقیض السعادة، وتعنی توفّر وسائل العقاب والبلاء، أو بتعبیر آخر: هی الشرّ والبلاء الذی یصیب الإنسان، بینما تعنی السعادة توفّر ظروف النعمة والطیب.

والشقاوة والسعادة لیستا إلاّ نتیجة لأعمالنا وأقوالنا ومقاصدنا، والإعتقاد بأنّ السعادة أو الشقاوة ذاتیة للإنسان منذ الولادة، ما هو إلاّ تصوّر یذکر لتسویغ الفرار من عبء المسؤولیة والإعتذار من الأعمال المخالفة للحقّ، أو هو تفسیر لأعمال الجهل.

ولهذا نرى المذنبین من أهل النّار یعترفون بصراحة أنّ الله أتمّ علیهم الحجّة، وأنّهم کانوا السبب فی تعاسة أنفسهم، لأنّهم قوم ضالّون.

ولعلّهم فی إعترافهم هذا یودّون نیل رضى الله ورحمته، لهذا یضیفون مباشرةً (ربّنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنّا ظالمون) یقولون ذلک وکأنّهم لا یعلمون أنّ القیامة دار جزاء، ولیست دار عمل، وأنّ العودة إلى الدنیا أمر محال.

لهذا یردّهم الله سبحانه وتعالى بقوّة (قال اخسؤا فیها ولا تکلّمونِ) وعبارة «اخسؤا» التی هی فعل أمر، تستعمل لطرد الکلاب، فمتى ما استخدمت للإنسان فإنّها تعنی تحقیره ومعاقبته.

ثمّ یبیّن الله عزّوجلّ دلیل ذلک بقوله: هل نسیتم: (إنّه کان فریق من عبادی یقولون ربّنا آمنّا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خیر الراحمین). ولکنّکم کنتم تستهزئون بهم إلى درجة أنّ کثرة الإستهزاء والسخریة منهم أنساکم ذکری:

(فاتّخذتموهم سخریاً حتى أنسوکم ذکری وکنتم منهم تضحکون) على أعمالهم وعقائدهم وأخلاقهم (إنّی جزیتهم الیوم بما صبروا أنّهم هم الفائزون).

وأمّا أنتم فقد إبتلیتم بأسوأ حالة، وبأکثر العذاب ألماً، ولا ینجدکم أحد من مصیرکم الذی تستحقّونه.

وبهذا بیّنت الآیات الأربع الأخیرة السبب الرئیسی لتعاسة أهل النّار، وسبب إنتصار وفلاح أهل الجنّة بشکل صریح.

الفئة الضالّة هی التی کانت وراء تعاستها، فقد هانت حتى لم تخاطب یوم القیامة إلاّ بما یخاطب به الکلب، لاستهزائهم بأهل الحقّ والإستهانة بمعتقداتهم السامیة، فما أجدر المستهزئین بالمؤمنین بهذا المصیر!

وأمّا الفئة الصالحة فقد نالت خیر جزاء من الله بصبرها وإستقامتها فی مواجهة العدو المعاند المغرور المتعنّت، ومواصلتهم الطریق إلى الله بإخلاص.


1. إنّ هذه الجملة فی الحقیقة فیها محذوف تقدیره (یقول الله تعالى ألم تکن...).
3ـ تناسب العقاب مع الذنب  سورة المؤمنون / الآیة 105 ـ 111
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma