من أبرز السبل المؤثّرة فی مکافحة الأعداء الأشدّاء والمعاندین ردّ السیّئة بالحسنة، فذلک یوقظ مشاعرهم، فیحاسبون أنفسهم على ما اقترفوه من أعمال سیّئة، ویعودون للصواب غالباً، ونجد فی سیرة الرّسول(صلى الله علیه وآله) وأئمّة الهدى(علیهم السلام) هذا المنهج بشکل واضح، حیث یردّون سیّئات الجناة بالإحسان إلیهم والإنعام علیهم، فیکسبون ودّهم، ویفجّرون فی جوارحهم إستجابة للحقّ، ورفضاً للباطل.
وقد ذکر القرآن المجید هذه السیرة للمسلمین مراراً باعتبارها مبدأً أساسیّاً لإقتلاع السیّئات، ففی الآیة 34 من سورة فصّلت نقرأ (فإذا الذی بینک وبینه عداوة کأنّه ولی حمیم).
والجدیر بالذکر أنّ هذا الأمر خاصّ بحالات لا یسیء العدو الاستفادة من هذا المبدأ، ویرى إحسانهم إلیه أو عفوهم عنه ضعفاً منهم، فیزداد جرأةً على العدوان والظلم.
وهذه السیرة لا تعنی مساومة الأعداء أو التسلیم لهم، وهذا قد یکون السبب فی أنّ الله عزّوجلّ أمر الرّسول(صلى الله علیه وآله) بعد ذکر هذه التوصیة مباشرةً بالتعوّذ به من همزات الشیاطین وحضورهم حوله.