صورة عن عالم البرزخ:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 8
البرزخ والإتّصال بعالم الأرواح: سورة المؤمنون / الآیة 101 ـ 104

یتّفق علماء الإسلام على أصل وجود البرزخ وما یقع فیه من نعمة ونقمة مع بعض اختلافات جزئیّة بین هؤلاء العلماء، ویتّفق علماء السنّة والشیعة على وجود البرزخ باستثناء عدد قلیل غیر ملحوظ.

والدلیل على الإتّفاق بین هؤلاء العلماء واضح، وهو تصریح الآیات القرآنیة بوجود البرزخ وما فیه من نعمة وعذاب، کما أسلفنا، ومنها ما صرّح بذلک فی الحدیث عن الشهداء: (ولا تحسبنّ الذین قتلوا فی سبیل الله أمواتاً بل أحیاء عند ربّهم یرزقون * فرحین بما آتاهم الله من فضله ویستبشرون بالذین لم یلحقوا بهم من خلفهم ألاّ خوف علیهم ولا هم یحزنون)(1) ولیس فقط هذه المجموعة من الصالحین قد أنعم الله علیها، بل إنّ مجموعة من أسوأ الطغاة والمجرمین یعذّبهم الله، کما أنّ تعذیب آل فرعون بعد الموت وقبل القیامة قد أشارت إلیه الآیة 46 من سورة غافر (المؤمن).

والأحادیث متواترة بهذا الصدد، فلا نقاش فی وجود عالم البرزخ أساساً، والمهمّ أن نعرف حیاة البرزخ وشکلها، فقد ذکرت له صور مختلفة، أوضحها أنّ أرواح البشر بعد ترک هذه الدنیا، تدخل أجساماً لطیفة سامیة عن آثار هذه المادّة القذرة، إلاّ أنّها على شکل أجسامنا، ویقال لکلّ منها (الجسم المثالی) وهو لیس مجرداً تمام التجرید، ولا هو مادیّاً محضاً، إنّه یمتاز بتجرّد برزخی معیّن، وشبّهه بعضهم بما علیه الروح فی أثناء ما یراه النائم، إذ تسرّ الروح رؤیة النعم، وتعذّبها مشاهدة المناظر المؤلمة، ولذلک أثّر فی جسمنا هذا، إذ نبکی عند رؤیة حلم مزعج، ونفزع مذعورین من هول ما نرى، أو نضحک من أعماقنا من طرافة ما نحلم به فی نومنا.

ویرى جماعة أنّ الروح تقوم بنشاط فی الجسم المثالی، بل یرون أکثر من ذلک، ألا وهو قدرة الأرواح القویّة على إکتساب حالة التجرّد البرزخی فی یقظة الإنسان أیضاً، أی تنفصل الروح عن الجسم، وتتحرّک فی الجسم المثالی برغبتها أو بالتنویم المغناطیسی، حیث تتحرّک فی العالم لتطّلع على بعض القضای(2).

بل إنّ البعض قال بوجود الجسم المثالی فی جسم کلّ إنسان، وأنّه ینفصل عنه فی بدایة الحیاة البرزخیة، ویمکن أن یقع ذلک کما قلنا فی هذه الدنیا.

وإذا رفضنا جمیع هذه الصفات للجسم المثالی، فلا یمکن نفی الموضوع أصلا، بسبب إشارة أحادیث عدیدة إلیه، ولإنعدام المانع العقلی منه.

وبهذا یتّضح جواب الإعتراض القائل بأنّ الإعتقاد بالجسم المثالی یستوجب الإعتقاد بالتناسخ، الذی یعنی إنتقال الروح من جسم إلى آخر.

لقد ردّ الشیخ البهائی هذا الإحتجاج بوضوح، فقال: إنّ التناسخ الذی یرى بطلانه جمیع المسلمین، هو عودة الروح بعد تفسّخ الجسم الذی کانت فیه إلى جسم آخر فی هذه الدنیا.

أمّا إختصاص الروح بالجسم المثالی فی عالم البرزخ حتى یوم القیامة، ثمّ عودتها إلى الجسم الأوّل بأمر من الله تعالى فلا علاقة له بالتناسخ، والسبب أنّنا ننفی التناسخ بشدّة ونکفّر الذی یعتقد به، وهو قولهم بأزلیّة الأرواح وإنتقالها الدائمی من جسم إلى آخر، وإنکارهم المعاد الجسمانی فی عالم الآخرة(3).

والقول بوجود الجسم المثالی فی باطن الجسم المادّی یُجلی الجواب عن هذا الإشکال، إذ لا تنتقل الروح من جسم إلى آخر، بل تترک بعض قوالبها، وتستمرّ فی قالب آخر فی حیاتها البرزخیة.

والسؤال الآخر هو أنّه یُفهم من آیات قرآنیة أن لا حیاة برزخیة لمجموعة من الناس، کما جاء فی الآیتین 55 و56 من سورة الروم! (ویوم تقوم الساعة یقسم المجرمون ما لبثوا غیر ساعة کذلک کانوا یؤفکون * وقال الذین اُ وتوا العلم والإیمان لقد لبثتم فی کتاب الله إلى یوم البعث فهذا یوم البعث ولکنّکم کنتم لا تعلمون).

والجواب: وجواب هذا الإعتراض، جاء فی أحادیث فحواها أنّ الناس ثلاث فئات: فئة مؤمنة مخلصة فی إیمانها، وفئة مخلصة فی کفرها، وفئة متوسطة ومستضعفة، وإنّ عالم البرزخ خاص بالفئتین الاُولى والثّانیة، أمّا الثّالثة فتعبر عالم البرزخ فی حالة من عدم الإطلاع (للمزید من الاطلاع على هذه الأحادیث یراجع المجلّد السادس من بحار الأنوار، بحث أحوال البرزخ والقبر).


1. آل عمران، 169 و170.
2. یصرّح العلاّمة المجلسی فی تناوله هذا الموضوع فی بحار الأنوار: إنّ تشبیه البرزخ بالحلم وما یتراءى للإنسان وارد فی کثیر من الرّوایات، ویمکن أن تکون للنفوس القویّة السامیة عدّة أجسام مثالیة، وبهذا تفسّر الأحادیث القائلة بحضور الأئمّة المیامین لدى المحتضرین حین نزعهم الأخیر. (بحارالأنوار، ج 6، ص 261).
3. بحار الأنوار، ج 6، ص 277.
البرزخ والإتّصال بعالم الأرواح: سورة المؤمنون / الآیة 101 ـ 104
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma