1ـ فلسفة تشریع الجهاد

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 8
أوّل حکم بالجهاد: 2ـ من هم الذین وعدهم الله بالنصر؟

رغم أنّنا بحثنا مسألة الجهاد بحثاً واسع(1) قبل هذا، إلاّ أنّه مع ملاحظة احتمال أن تکون الآیات ـ موضع البحث ـ اُولى الآیات التی أجازت للمسلمین الجهاد، وإحتوت إشارة إلى فلسفة هذا الحکم، وجدنا ضرورة تناولها بإیجاز.

وقد أشارت هذه الآیات إلى أمرین مهمّین فی فلسفة الجهاد:

أوّلهما: جهاد المظلوم للظالم، وهو من حقوقه المؤکّدة والطبیعیّة، التی یؤکّدها عقل الإنسان وفطرته. ولیس له أن یستسلم للظلم، بل علیه أن ینهض ویصرخ ویتسلّح لیقطع دابر الظالم ویدفعه.

وثانیهما: جهاد الطواغیت الذین ینوون محو ذکر الله من القلوب بتهدیم المعابد التی هی مراکز لبثّ الوعی وإیقاظ الناس، فیجب مناهضة هؤلاء لمنعهم من محو ذکر الله بتخدیرهم، ثمّ جعلهم عبیداً لها.

وممّا یلفت النظر أنّ تخریب المعابد والمساجد لا یعنی تخریبها مادّیاً فقط، بل قد یکون بأسالیب غیر مباشرة کثیرة، کإشاعة برامج التسلیة والترفیه المقصودة، وبثّ الدعایات المسمومة، والإعلام المضادّ لحرف الناس عن المساجد، فتحوّل أماکن العبادة إلى خرائب مهجورة.

وفی هذا جواب لمن یسأل: لماذا اُجیز للمسلمین إستخدام القوّة وخوض الحرب لتحقیق أهدافهم؟ ولماذا لا یتمّ تحقیق الأهداف الإسلامیة باللجوء إلى التعقّل والمنطق؟

وهل یفید المنطق ذلک الظالم الذی یهجّر المسلمین من دیارهم لا لذنب إقترفوه سوى إعتقادهم بتوحید الله، فتراه یستولی على منازلهم وأموالهم، ولایلتزم بأىّ قانون ومنطق تجاههم؟!

فهل یمکن ردع هؤلاء المجانین بغیر لغة السلاح والقوّة؟!

وهذا ینطبق على من یقول لنا: لماذا لا تساومون الکیان الصهیونی وتفاوضونه؟

الکیان الصهیونی الذی إنتهک جمیع القوانین الدولیة وقرارات المنظّمات الدولیة التی أقرّتها شعوب العالم، وسحق ویسحق جمیع القوانین البشریة والتعالیم السماویة، هل یعترف بالمنطق؟!

الکیان الصهیونی الذی قصف المدارس والمستشفیات بالقنابل المحرقة، فقتل آلاف الأطفال والنساء والشیوخ الآمنین الأبریاء وجعلهم إرباً إرباً! کیف یخاطب بالمنطق؟

وهکذا الأمر بالنسبة للذین یرون فی المعبد والمسجد الذی یبثّ الوعی بین الناس ویقود

حرکة الجماهیر، منافساً لمصالحهم غیر المشروعة! ویعملون بما لدیهم من قوّة لهدمه! فهل یمکن التفاوض سلمیّاً معهم؟! وإذا نظرنا إلى المجتمع الإنسانی نظرة واقعیة ووضعنا القضایا الفکریة جانباً، فلا نجد مفرّاً من اللجوء إلى القوّة والسلاح؟!

ولیس هذا عجزاً فی منطقنا، بل لعدم إستعداد الجبابرة لقبول المنطق السلیم، ومتى وجدنا المنطق فاعلا لجأنا إلیه.


1. تناولنا فلسفة الجهاد بالبحث فی تفسیر الآیة 193 من سورة البقرة.
أوّل حکم بالجهاد: 2ـ من هم الذین وعدهم الله بالنصر؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma