القرآن یدعو الضمائر إلى التحکیم:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 8
سورة المؤمنون / الآیة 81 ـ 90 1ـ معنى عدد من الکلمات

دعت الآیات السابقة منکری الله والمعاد إلى التفکّر فی خلق عالم الوجود وآیات الآفاق والأنفس، وأضافت هذه الآیات أنّ هؤلاء ترکوا عقولهم واتّبعوا أسلافهم وقلّدوهم تقلیداً أعمى: (بل قالوا مثل ما قال الأوّلون).

ثمّ إنّ هؤلاء ملکهم التعجّب و: (قالوا أئذا متنا وکنّا تراباً وعظاماً أئنّا لمبعوثون)(1).

إنّ ذلک لا یُصدّق! (لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا من قبل) فکانت وعوداً کاذبة، و(إن هذا إلاّ أساطیر الأوّلین) فإعادة الخلق اُسطورة، والحساب والکتاب أساطیر اُخرى، وکذا الجنّة والنّار.

ولکون الکفّار والمشرکین أشدّ خوفاً من الیوم الآخر وما فیه من هول الحساب وعدل الکتاب، تذرّعوا بالأوهام لتسویغ إعراضهم عن الحقّ وتمسّکهم بالباطل.

ولهذا سدّدت الآیات موضع البحث ضربةً قویّة إلى هذا المنطق الواهی من ثلاث طرق: بتذکیرها الإنسان بمالکیة الله لعالم الوجود المترامی الأطراف، وربوبیته له، وسیادته علیه، وتستنتج ـ من جمیع الأبحاث ـ قدرة الله وسهولة المعاد علیه سبحانه، وأنّ عدالته وحکمته تستلزمان أن یعقب هذا العالم عالم آخر وحیاة اُخرى.

وممّا یلفت النظر أنّ القرآن یأخذ من المشرکین إعترافاً بکلّ مسألة، فیعید کلامهم لیثبت إقرارهم.

یقول أوّلا: (قل لمن الأرض ومن فیها إن کنتم تعلمون).

ثمّ تضیف الآیة أنّهم یؤمنون بالله خالق الوجود وفق نداء الفطرة النابع من ذاتهم، وسیجیبونک و: (سیقولون لله) فأجبهم: (قل أفلا تذکّرون) کیف تتصوّرون إستحالة إحیاء الموتى بعد إعترافکم الصریح؟

ثمّ یأمر رسوله مرّة ثانیة أن یسألهم: (قل من ربّ السّماوات السبع وربّ العرش العظیم).

فیأتی الجواب نابعاً من الفطرة التی فطر الله الناس علیها، وهی الإعتراف بربوبیّته تعالى (سیقولون لله) وبعد هذا الإعتراف الواضح فلماذا لا تخافون الله، ولا تعترفون بالمعاد وبعث الإنسان مرّة ثانیة: (قل أفلا تتّقون).

واسألهم مرّة اُخرى عن سیادة الله على السماوات والأرض (قل من بیده ملکوت کلّ شیء). ومن الذی یجیر اللاجئین وجمیع المحرومین ولا یحتاج إلى اللجوء إلى أحد: (وهو یجیر ولا یجار علیه إن کنتم تعلمون).

فیعترفون بأنّ العالم ومالکیته وحکومته وإجارة الآخرین یعود لله فقط (سیقولون لله).

(قل فأنّى تسحرون) أی: کیف تقولون: إنّ الرّسول (صلى الله علیه وآله) سحرکم رغم کلّ هذا الإعتراف والإقرار منکم؟!

إنّها لحقائق إعترفتم بها فی کلّ مرحلة، فقد أقررتم بأنّه سبحانه مالک الوجود وخالقه، وأنّه المدیر والمدبّر والحاکم والملجأ، فکیف لا یستطیع مَن له کلّ هذه القدرة والحکم والحکمة، إعادة الإنسان إلى تراب وبعثه ثانیةً کما خلقه أوّل مرّة؟

لماذا تفرّون من الخضوع للحقیقة؟ ولماذا تتّهمون النّبی الأکرم بالسحر وقلوبکم تعترف بهذه الحقائق؟!

وأخیراً یقول القرآن فی عبارة مختصرة ذات دلالة کبیرة بأنّه لیس سحراً ولاشعبذة ولا شیء آخر: (بل أتیناهم بالحقّ وإنّهم لکاذبون).

لقد بیّن الله الحقائق للناس بإرساله الأنبیاء والرسل إلیهم ولکنّهم عصوا أمره، ولم یستجیبوا له فیما یحییهم من عبادته وإقامة أحکامه الهادیة لکلّ خیر، المنقذة من کلّ شرّ.


1. تقدیم التراب على العظام إمّا لعودة التراب إلى الحیاة الاُولى وهی أعجب من عودة العظام، وإمّا لأنّ الأجداد أصبحوا تراباً والآباء عظاماً نخرة، وإمّا لصیرورة لحم الإنسان تراباً قبل العظام، ثمّ تتحوّل العظام إلى تراب.
سورة المؤمنون / الآیة 81 ـ 90 1ـ معنى عدد من الکلمات
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma