إنّ أصل لفظ (سامری) فی اللغة العبریة (شمری) ولمّا کان المعتاد أن یبدّل حرف الشین إلى السین عند تعریب الألفاظ العبریة کما فی تبدیل «موشى» إلى «موسى»، و«یشوع» إلى «یسوع»، نفهم من ذلک أنّ السامری کان منسوباً إلى «شمرون»، وشمرون هو ابن یشاکر النسل الرّابع لیعقوب.
ومن هنا یتّضح أنّ إعتراض بعض المسیحیین على القرآن المجید ـ بأنّ القرآن قد عرّف شخصاً کان یعیش فی زمان موسى وأصبح زعیماً ومروّجاً لعبادة العجل باسم السامری المنسوب إلى «السامرة»، فی حین أنّ السامرة لم یکن لها وجود أصلا فی ذلک الزمان ـ لا أساس له، لأنّه کما قلنا منسوب إلى شمرون لا السامرة(1).
على کلّ حال، فإنّ السامری کان رجلا أنانیاً منحرفاً وذکیّاً فی الوقت نفسه، حیث استطاع أن یستغلّ نقاط ضعف بنی إسرائیل وأن یوجد ـ بجرأة ومهارة خاصّة ـ تلک الفتنة العظیمة التی سبّبت میل الأغلبیة الساحقة إلى عبادة الأصنام، وکذلک رأینا أیضاً أنّه لاقى جزاء هذه الأنانیّة والفتنة فی هذه الدنیا.