دعاء زکریا المستجاب:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 8
سورة مریم / الآیة 1 ـ 6 1ـ المراد من الإرث

مرّة اُخرى نواجه الحروف المقطعة فی بدایة هذه السورة، ولمّا کنّا قد بحثنا تفسیر هذه الحروف المقطعة بصورة مفصّلة فی بدایة ثلاث سور مختلفة فیما سبق ـ سورة البقرة وآل عمران والأعراف ـ فلا نرى حاجة للتکرار هنا (کهیعص ).

ولکن ما ینبغی اضافته هنا هو وجود طائفتین من الرّوایات فی المصادر الإسلامیة تتعلّق بالحروف المقطعة فی هذه السورة.

الاُولى: تقول بأنّ کلّ حرف من هذه الحروف یشیر إلى اسم من أسماء الله الحسنى، فالکاف یشیر إلى الکافی، وهو من أسماء الله الحسنى، والهاء تشیر إلى الهادی، والیاء إشارة إلى الولی، والعین إشارة إلى العالم، والصاد إشارة إلى صادق الوعد (1).

الثّانیة: تفسّر هذه الحروف المقطعة بحادثة ثورة الإمام الحسین (علیه السلام) فی کربلاء، فالکاف إشارة إلى کربلاء، والهاء إشارة إلى هلاک عترة النّبی (صلى الله علیه وآله)، والیاء إشارة إلى یزید، والعین إشارة إلى مسألة العطش، والصاد إشارة إلى صبر وثبات الحسین وأصحابه المضحّین (2).

وکما قلنا مراراً، فإنّ لآیات القرآن أنوار ومعان مختلفة، وتبیّن أحیاناً مفاهیم من الماضی والمستقبل، ومع تنوّعها واختلافها فإنّه لا یوجد تناقض بینها، فی حین أنّنا إذا حصرنا المعنى وفسّرناه تفسیراً واحداً، فمن الممکن أن نبتلى بإشکالات من ناحیة وضع سبب نزول الآیة وزمانه.

وبعد ذکر الحروف المقطعة، تشرع الکلمات الاُولى باستعراض قصّة زکری (علیه السلام) فتقول: (ذکر رحمت ربّک عبده زکریا ) (3). وفی ذلک الوقت الذی کان زکری (علیه السلام) مغتماً ومتألماً فیه من عدم إنجاب الولد، توجّه إلى رحمة ربّه: (إذ نادى ربّه نداء خفیاً ) بحیث لم یسمعه أحد، وذکر فی دعائه وهن وضعف العظام باعتبارها عمود بدن الإنسان ودعامته وأقوى جزء من اجزائه: (قال ربّ إنّی وهن العظم منّی واشتعل الرأس شیباً ).

إنّ تشبیه آثار الکبر بالشعلة التی عمّت کلّ الرأس تشبیه جمیل، لأنّ خاصیة شعلة النّار أنّها تتسع بسرعة، وتلتهم کلّ ما یحیط بها.

ومن جهة ثانیة فإنّ شعلة النّار لها بریق وضیاء یجلب الإنتباه من بعید.

ومن ناحیة ثالثة، فإنّ النّار إذا اشتعلت فی محلّ، فإنّ الشیء الذی یبقى منها هو الرماد فقط.

لقد شبّه زکریا نزول الکبر، وبیاض کل شعر رأسه باشتعال النّار، والرماد الأبیض الذی تترکه، وهذا التشبیه جمیل وبلیغ جدّاً.

ثمّ یضیف: (ولم أکن بدعائک ربِّ شقیاً ) فقد عوّدتنی دائماً ـ فیما مضى ـ على استجابة أدعیتی، ولم تحرمنی منها أبداً، والآن وقد أصبحت کبیراً وعاجزاً فأجدنی أحوج من السابق إلى أن تستجیب دعائی ولا تخیّبنی.

إنّ الشقاء هنا بمعنى التعب والأذى أی إنّی لم أتعب ولم أتأذَّ فی طلباتی منک، لأنّک کنت تقضیها بسرعة.

ثمّ یبیّن حاجته: (وإنّی خفت الموالی من ورائی ) أی إنّی أخشى من أقربائی أن یسلکوا سبیل الانحراف والظلم (وکانت امرأتی عاقراً فهب لی من لدنک ولیاً * یرثنی ویرث من آل یعقوب واجعله ربّ رضیاً ) أی مرضیاً عندک.


1. تفسیر نورالثقلین، ج 3، ص 320.
1. تفسیر نورالثقلین، ج 3، ص 320.
2. کلمة «ذکر» خبر لمبتدأ محذوف، وعلیه فالتقدیر: (هذا ذکر رحمة ربّک).
سورة مریم / الآیة 1 ـ 6 1ـ المراد من الإرث
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma