الرزق الکریم:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 8
سورة الحجّ / الآیة 49 ـ 51 سورة الحجّ / الآیة 52 ـ 54

تحدّثت الآیات السابقة عن تعجیل الکفر والعذاب الإلهی، وإنّ ذلک لیس من شأن النّبی(صلى الله علیه وآله) وإنّما یرتبط بمشیئة الله تعالى، فأوّل آیة من الآیات أعلاه تقول: (قل یاأیّها الناس إنّما أنا لکم نذیر مبین).

یخاطب سبحانه وتعالى الرّسول الأکرم (صلى الله علیه وآله) فیأمره أن ینذر الناس بعذاب الله إن تخلّفوا عن طاعته.

وممّا لا شکّ فیه أنّ النّبی (صلى الله علیه وآله) نذیر بشیر، وتأکید الآیة هنا لصفة النذیر جاء لملاءمة ذلک مع المخاطبین الکفّار المعاندین الذین یستهزئون بعقاب الله.

وترسم الآیتان التالیتان صورةً للبشرى واُخرى للإنذار، لأنّ رحمة الله واسعة، فتقدّم على عقاب الله. تتحدّث أوّلا عن البشرى (فالذین آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة ورزق کریم) یتطهّرون بماء المغفرة الإلهیّة أوّلا، فتطمئن ضمائرهم، ثمّ تشملهم نعم الله ورحمته.

عبارة «رزق کریم» (مع ملاحظة أنّ کلمة «کریم» تطلق على أىّ موجود شریف وثمین) ذات مفهوم واسع یضمّ جمیع الأنعم المادیة والمعنویة.

أجل، إنّ الله الکریم یمنّ على عباده المؤمنین الصالحین بأنواع من الرزق الکریم فی تلک المنازل الکریمة، یقول الراغب الاصفهانی فی مفرداته: لا یقال الکرم إلاّ فی المحاسن، کمن ینفق مالا فی تجهیز جیش فی سبیل الله، أو تحمّل حمالة ترقىء دماء قوم. فعلى هذا لا یطلق الکرم على الإحسان الجزئی.

وفسّر البعض الرزق الکریم بالرزق الدائم الذی لا عیب ولا نقص فیه.

وقال آخرون: إنّه الرزق الذی یلیق بالمؤمنین الصالحین، ولا یخفى أنّ المراد من ذلک شامل ویضمّ جمیع هذه المعانی. وأضافت الآیة اللاحقة (والذین سعوا فی آیاتنا معاجزین اُولئک أصحاب الجحیم) أی إنّ الذین حاولوا تخریب الآیات الإلهیّة ومحوها، وکانوا یعتقدون بأنّ لهم القدرة على مغالبة إرادة الله المطلقة، فهم أصحاب الجحیم(1).

«جحیم» من مادّة «جحم» بمعنى شدّة توقّد النّار، وتقال کذلک لشدّة الغضب، فعلى هذا تطلق کلمة (الجحیم) على المکان المشتعل بالنیران، وهی هنا تشیر إلى نار الآخرة.


1.«سعوا» مشتقّة من «السعی» وتعنی فی الأساس الهرولة، وهنا المحاولة فی تخریب الآیات الإلهیّة ومحوها. أمّا «المعاجزون» فمشتقّة من «العجز» وتعنی هنا الذی یحاول الغلبة على قدرة الله غیر المحدودة.
وتصوّر بعض المفسّرین أنّ هذا الإحتمال لا یمکنه أن یکون لأىّ أحد یرید تعجیز الله وقهر إرادته، وعلى هذا فإنّ کلمة «المعاجزین» نسبوها إلى النّبی والمؤمنین. فی الوقت الذی إستخدم هذا التعبیر فی آیات قرآنیة اُخرى لله، سورة الجن الآیة 12 والتوبة الآیة 2 و3 وتعنی عمل شخص یتظاهر بقدرته لیس إلاّ.
سورة الحجّ / الآیة 49 ـ 51 سورة الحجّ / الآیة 52 ـ 54
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma