(قل ربّ زدنی علماً):

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 8
سورة طه / الآیة 113 ـ 1141ـ لا تعجل حتى فی تلقّی الوحی!

الآیات محلّ البحث ـ فی الواقع ـ إشارة إلى مجموع ما مرّ فی الآیات السابقة حول المسائل التربویة المرتبطة بالقیامة والوعد والوعید، فتقول: (وکذلک أنزلناه قرآناً عربیاً وصرّفنا فیه من الوعید لعلّهم یتّقون أو یحدث لهم ذکراً).

التعبیر بـ (کذلک) إشارة إلى المطالب التی بیّنت قبل هذه الآیة، وهذا یشبه تماماً أن یذکر إنسان لآخر اُموراً من شأنها التوعیة والعبرة، ثمّ یضیف: هکذا ینبغی التذکیر والوعظ، وعلى هذا فلا حاجة إلى التفاسیر التی ذکرت والبعیدة هنا عن معنى الآیة.

کلمة «عربی» وإن کانت بمعنى اللغة العربیة، إلاّ أنّها هنا إشارة إلى فصاحة القرآن وبلاغته وسرعة إیصاله للمفهوم والمراد من جهتین:

الاُولى: إنّ اللغة العربیة ـ بشهادة علماء اللغة فی العالم ـ واحدة من أبلغ لغات العالم، وأدبها من أقوى الآداب.

والثّانیة: إنّ جملة (صرفنا) أحیاناً تشیر إلى التعبیرات القرآنیة المختلفة حول حادثة واحدة، فمثلا نراه یبیّن مسألة الوعید وعقاب المجرمین من خلال ذکر قصص الاُمم السابقة وحوادثها تارةً، وتارةً اُخرى على هیئة خطاب موجّه للحاضرین، وثالثة بتجسید حالهم فی مشهد القیامة، وهکذا.

إنّ اختلاف جملة (لعلّهم یتّقون) مع جملة (یحدث لهم ذکراً) قد یکون من جهة أنّ

الجملة الاُولى تقول: إنّ الهدف هو إیجاد وغرس التقوى بصورة کاملة. وفی الجملة الثّانیة: إنّ الهدف هو أنّ التقوى وإن لم تحصل کاملة، فلیحصل على الأقل الوعی والعلم فعلا، ثمّ تکون فی المستقبل مصدراً وینبوعاً للحرکة نحو الکمال.

ویحتمل أیضاً أن تکون الجملة الاُولى إشارة إلى إیجاد وتحقیق التقوى بالنسبة لغیر المتّقین، والثّانیة إلى التذکّر والتذکیر بالنسبة للمتقین، کما نقرأ فی الآیة 2 من سورة الأنفال: (إذا تلیت علیهم آیاته زادتهم إیماناً).

فی الآیة آنفة الذکر إشارة إلى أصلین مهمّین من اُصول التعلیم والتربیة المؤثّرة:

أحدهما: مسألة الصراحة فی البیان، وکون العبارات بلیغة واضحة تستقرّ فی القلب.

والآخر: بیان المطالب بأسالیب متنوعة، لئلاّ تکون سبباً للتکرار والملل، ولتنفذ إلى القلوب.

أمّا الآیة التّالیة فتضیف قائلة: (فتعالى الله الملک الحقّ) ومن المحتمل أن یکون ذکر کلمة «الحقّ» بعد کلمة «المَلِک»، هو أنّ الناس ینظرون إلى الملک بمنظار سىّء وتتداعى فی أذهانهم صور الظلم والطغیان والجور والإستعلاء والتجبّر التی تکون فی الملوک غالباً، ولذا فإنّ الآیة تصف الله الملک سبحانه مباشرةً بـ «الحقّ».

وبما أنّ النّبی (صلى الله علیه وآله) کان یعجّل فی إبلاغ الوحی وما ینزل من القرآن لاهتمامه به وتعشّقه أن یحفظه المسلمون ویستظهروه، ولم یتمهّل أن یتمّ جبرئیل ما یلقیه علیه من الوحی فیبلغه عنه، فإنّ الآیة محلّ البحث تذکّره بأن یتمهّل فتقول: (ولا تعجل بالقرآن من قبل أن یُقضى إلیک وحیه وقل ربّی زدنی علماً).

ویستشفّ من بعض آیات القرآن الاُخرى أنّ النّبی(صلى الله علیه وآله) کانت تنتابه حالة نفسیّة خاصّة من الشوق عند نزول الوحی، فکانت سبباً فی تعجّله کما فی قوله تعالى: (لا تحرّک به لسانک لتعجل به * إنّ علینا جمعه وقرآنه * فإذا قرأناه فاتّبع قرآنه)(1).


1. القیامة، 16 و17 و18.
سورة طه / الآیة 113 ـ 1141ـ لا تعجل حتى فی تلقّی الوحی!
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma