منطق الجبناء المغرورین:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 8
سورة المؤمنون / الآیة 23 ـ 25 سورة المؤمنون / الآیة 26 ـ 30

تحدّثت الآیات السابقة عن التوحید ومعرفة الله وأسباب عظمته فی عالم الخلیقة، أمّا الآیات ـ موضع البحث والآیات المقبلة ـ فقد تناولت نفس الموضوع على لسان کبار الأنبیاء ومن خلال تاریخ حیاتهم.

حیث بدأت بأوّل أنبیاء اُولی العزم والمنادی بالتوحید «نوح»(علیه السلام) (ولقد أرسلنا نوحاً إلى قومه فقال یاقوم اعبدوا الله ما لکم من إله غیره أفلا تتّقون) أی مع هذا البیان الواضح کیف لا تجتنبون عبادة الأوثان؟

أمّا الأشراف الأثریاء والمغرورون والملأ من الناس، وهم اللذین یملأون العین فی ظاهرهم، والفارغون فی واقعهم من قوم نوح(علیه السلام) (فقال الملأ الذین کفروا من قومه ما هذا إلاّ بشر مثلکم یرید أن یتفضّل علیکم).

وبهذا اعتبروا أوّل عیب له کونه إنساناً فاتّهموه بالسلطویة، وحدیثه عن الله والتوحید والدین والعقیدة مؤامرة لتحقیق أهدافه، ثمّ أضافوا (ولو شاء الله لأنزل ملائکة) ولإتمام هذا الاستدلال الخاوی قالوا: (ما سمعنا بهذا فی آبائنا الأوّلین).

إلاّ أنّ هذا الکلام الفارغ لم یؤثّر فی معنویات هذا النّبی الکبیر، حیث واصل دعوته إلى

الله، ولم یکن فی عمله دلیل على رغبته فی الحصول على إمتیاز على الاخرین، أو أن یتسلّط علیهم، لهذا لجأوا إلى توجیه تهمة اُخرى إلیه، هی الجنون الذی کان یتّهم به جمیع أنبیاء الله عبر التاریخ، حیث قالوا:

(إن هو إلاّ رجل به جنّة فتربّصوا به حتى حین).

واستخدم المشرکون تعبیر (به جنّة) ضدّ هذا النّبی المرسل (أی به نوع من أنواع الجنون) لیغطّوا على حقیقة واضحة، فکلام نوح(علیه السلام) خیر دلیل على رجحان علمه وعقله، وکانوا یقصدون من کلامهم هذا أن یقولوا: کلّ هذه الاُمور صحیحة، إلاّ أنّ الجنون فنون له صور متباینة قد یقترن أحدها بالعقل!!

أمّا عبارة (فتربّصوا به حتى حین) فقد تکون إشارة إلى إنتظار موت نوح(علیه السلام) من قبل المخالفین الذین ترقّبوا موته لحظة بعد اُخرى لیریحوا أنفسهم، ویمکن أن تعنی تأکیداً منهم لجنونه، فقالوا: انتظروا حتى یشفى من هذا المرض(1).

وعلى کلّ حال فإنّ المخالفین وجّهوا إلى نوح(علیه السلام) ثلاثة إتّهامات واهیة متناقضة، واعتبروا کلّ واحد منها دلیلا ینفی رسالته:

الأوّل: إنّ ادّعاء البشر بأنّهم رسل الله ادّعاء کاذب، حیث لم یحدث مثل هذا فی السابق، ولو شاء الله ذلک لبعث ملائکته رسلا إلى الناس!

والثّانی: إنّه رجل سلطوی، وکلامه ادّعاء لتحقیق هدفه!

والثّالث: إنّه لا یملک عقلا سلیماً، وکلّ ما یقوله هو کلام عابر!

وبما أنّ جواب هذه الإتّهامات الواهیة أمر واضح جدّاً، وقد جاء فی آیات قرآنیة اُخرى، لهذا لم یتطرّق إلى ردّها فی هذه الآیات. لأنّه من المؤکّد ـ من جهة ـ أن یکون قائد الناس أحدهم ومن جنسهم، لیکون على علم بمشاکلهم ویحسّ بآلامهم، إضافةً إلى ذلک فإنّ جمیع الأنبیاء کانوا من البشر. ومن جهة اُخرى یتّضح لنا خلال تصفّح تأریخ الأنبیاء وإستعراض حیاتهم، أنّ قضیّة الاُخوّة والتواضع، تنفی أیّة صفة سلطویة عنهم، کما ثبت رجحان عقلهم وتدبیرهم حتى عند أعدائهم، حیث نجدهم یعترفون بذلک خلال أقوالهم.


1. کما قال البعض: إنّ هذه العبارة تشیر إلى قولهم: ارموه فی السجن زمناً وقال آخرون: إنّهم قصدوا أن یترکوه لحاله الآن. إلاّ أنّ هذین التّفسیرین لا یبدوان صحیحین.
سورة المؤمنون / الآیة 23 ـ 25 سورة المؤمنون / الآیة 26 ـ 30
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma