2ـ السّماء سقف محکم

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 8
1ـ تفسیر قوله تعالى: (کلّ فی فلک یسبحون) سورة الأنبیاء / الآیة 34 ـ 35

قلنا فیما مضى: إنّ (السّماء) وردت فی القرآن بمعان مختلفة، فجاءت تارةً بمعنى الجو، أی الطبقة الضخمة من الهواء (الغلاف الغازی) الذی یحیط بالأرض، کالآیة آنفة الذکر. ولا بأس أن نسمع هنا توضیحاً أکثر حول إحکام هذا السقف العظیم من لسان العلماء:

کتب (فرانک ألن) اُستاذ الفیزیاء الحیاتیة یقول: إنّ الجو الذی یتکوّن من الغازات التی تحفظ الحیاة على سطح الأرض ضخم إلى الحدّ الذی یستطیع أن یکون کالدرع الذی یحفظ الأرض من شرّ المجموعة القاتلة المتکوّنة من عشرین ملیون شهاب سماوی تسیر بسرعة 50 کیلومتر فی الثّانیة لتتساقط یومیّاً على الأرض.

إنّ الغلاف الجوی إضافةً إلى فوائده الاُخرى، فإنّه یحفظ درجة الحرارة على سطح الأرض فی حدود مناسبة تساعد على الحیاة، وهو ذخیرة مهمّة جدّاً لنقل الماء والبخار من المحیطات إلى الیابسة، ولو لم یکن کذلک لکانت کلّ القارات صحاری یابسة لا یمکن الحیاة فیها، وعلى هذا فیجب القول بأنّ المحیطات والغلاف الجوّی هی التی تحفظ للأرض توازنها وثباتها فی مدارها.

إنّ وزن بعض هذه الشهب التی تسقط على الأرض یبلغ جزءاً من ألف من الغرام، إلاّ أنّ قوّته نتیجة تلک السرعة الخارقة یعادل قوّة الأجزاء الذریّة التی فی القنبلة المخرّبة! وقد یکون حجم تلک الشهب بمقدار ذرّة الرمل أحیاناً!

فی کلّ یوم تحترق ملایین من هذه الشهب قبل وصولها إلى سطح الأرض، أو تتحوّل إلى بخار، إلاّ أنّ حجم ووزن بعض الشهب کبیر إلى حدٍّ تخترق معه الغلاف الجوّی وتصیب سطح الأرض.

ومن جملة الشهب التی عبرت الغلاف الغازی ووصلت إلى الأرض، هو الشهاب العظیم المعروف بـ (سیبری)، والذی أصاب الأرض سنة 1908 وکان قطره بشکل أنّه شغل مکاناً من الأرض بمقدار 40 کیلومتراً تقریباً وسبّب خسائر کبیرة.

والشهاب الآخر الذی سقط فی (أریزونا) فی أمریکا، والذی کان بقطر کیلومتر واحد وعمق 200 متر، أحدث عند سقوطه على الأرض حفرة عمیقة فیها، وتولّدت منه شهب صغیرة کثیرة نتیجة إنفجاره شغلت مساحة کبیرة نسبیّاً من الأرض.

ویکتب (کرسی موریسن): إنّ الهواء المحیط بالأرض لو کان أقل قلیلا ممّا علیه، فإنّ الأجرام السماویة والشهب الثاقبة التی ترده بمقدار عدّة ملایین شهاب فی الیوم، وتتلاشى فی الفضاء الخارجی، فإنّها کانت تصل إلى الأرض دائماً وتصیبها.

إنّ هذه الأجرام الفلکیّة تتحرّک بسرعة 6 ـ 40 میل فی الثّانیة! وهی تنفجر وتحترق عند إصطدامها بأىّ شیء، ولو کانت سرعة هذه الأجرام أقل ممّا هی علیه ـ مثلا بسرعة الطلقة ـ فإنّها کانت تسقط على الأرض جمیعاً، ویتّضح مقدار تدمیرها فیما لو أنّ إنساناً تعرّض لسقوط أصغر جرم من هذه الأجرام السماویة علیه، فإنّها کانت ستمزّقه إرباً إرباً وتفنیه لشدّة حرارتها، لأنّها تتحرّک بسرعة تعادل سرعة الطلقة 90 مرّة!

إنّ سُمک الهواء المحیط بالأرض یبلغ مقداراً یسمح أن یمرّ من خلاله إلى الأرض المقدار اللازم من الأشعّة الکونیة لنمو النباتات، ویقتل کلّ الجراثیم المضرّة فی ذلک الفضاء، ویوجد الفیتامینات المفیدة(1).


1. من کتاب «سرّ خلق الإنسان»، ص 34 و35.
1ـ تفسیر قوله تعالى: (کلّ فی فلک یسبحون) سورة الأنبیاء / الآیة 34 ـ 35
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma