جاء فی التواریخ أنّه عندما ألقوا إبراهیم فی النّار، کان نمرود على یقین من أنّ إبراهیم قد أصبح رماداً، أمّا عندما دقّق النظر ووجده حیّاً، قال لمن حوله: إنّی أرى إبراهیم حیّاً، لعلّی یخیّل إلیّ! فصعد على مرتفع ورأى حاله جیّداً فصاح نمرود: یاإبراهیم إنّ ربّک عظیم، وقد أوجد بقدرته حائلا بینک وبین النّار! ولذلک فإنّی اُرید أن اُقدّم قرباناً له، وأحضر أربعة آلاف قربان لذلک، فأعاد إبراهیم القول علیه بأنّ أىّ قربان ـ وأىّ عمل ـ لا یتقبّل منک إلاّ أن تؤمن أوّلا. غیر أنّ نمرود قال فی الجواب: فسیذهب سلطانی وملکی سُدىً إذن، ولیس بإمکانی أن أتحمّل ذلک!
على کلّ حال، فإنّ هذه الحوادث صارت سبباً لإیمان جماعة من ذوی القلوب الواعیة بربّ إبراهیم(علیه السلام)، أو یزدادوا إیماناً، وربّما کان هذا هو السبب فی عدم إظهار نمرود ردّ فعل قوی ضدّ إبراهیم، بل إکتفى بإبعاده عن أرض بابل(1).