اطّلعنا على مصیر قوم ثمود وهو ـ کما ذکرته الآیات السابقة ـ أنّهم قد أصبحوا «غثاء». والغثاء، یعنی النباتات الجافّة المتراکمة والطافیة على میاه السیول، کما یطلق الغثاء على الزبد المتراکم على ماء القدر حین الغلیان، وتشبیه الأجسام المیتة بالغثاء دلیل على منتهى ضعفها وإنکسارها وتفاهتها، لأنّ هشیم النبات فوق میاه السیل تافه لا قیمة له، ولا أثر له بعد إنتهاء السیل (وقد شرحنا بإسهاب الصیحة السماویة فی تفسیر الآیة 67 من سورة هود) هذا ولم یکن هذا العقاب خاصّاً ـ فقط ـ بقوم ثمود، حیث هناک أقوام اُخرى اُهلکت به، وقد تمّ شرحه فی حینه.