بشّر المخبتین:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 8
سورة الحجّ / الآیة 34 ـ 35 سورة الحجّ / الآیة 36 ـ 38

یمکن أن یتساءل الناس عن الآیات السابقة. ومنها التعلیمات الواردة بخصوص الاُضحیة، کیف شرّع الإسلام تقدیم القرابین لکسب رضى الله؟ وهل الله سبحانه بحاجة إلى قربان؟ وهل کان ذلک متّبعاً فی الأدیان الاُخرى، أو یخصّ المشرکین وحدهم؟

تقول أوّل آیة ـ من الآیات موضع البحث ـ لإیضاح هذا الموضوع أنّ هذا الأمر لا یختصّ بکم، بل إنّ کلّ اُمّة لها قرابین: (ولکلّ اُ مّة جعلنا منسکاً لیذکروا اسم الله على ما رزقهم من بهیمة الأنعام).

یقول الراغب الإصفهانی فی مفرداته: «النُسک» یعنی العبادة، والناسک هو العابد، ومناسک الحجّ تعنی المواقف التی تؤدّى فیها هذه العبادة، أو إنّها عبارة عن الأعمال نفسها.

إلاّ أنّ العلاّمة الطبرسی یقول فی «مجمع البیان» وأبو الفتوح الرازی فی «روح الجنان»: «المنسک» (على وزن منصب) یمکن أن یعنی ـ على وجه التخصیص ـ الاُضحیة، بین عبادات الحجّ الاُخرى(1).

ولهذا خصّ المنسک ـ رغم مفهومه العام وشموله أنواع العبادات فی مراسم الحجّ ـ هنا بتقدیم الاُضحیة بدلالة (لیذکروا اسم الله).

وعلى کلّ حال فإنّ مسألة الاُضحیة کانت دوماً مثار سؤال، لإمتزاج التعبّد بها بخرافات المشرکین الذین یتقرّبون بها إلى أوثانهم على نهج خاصّ بهم.

ذبح حیوان باسم الله ولکسب رضاه یبیّن إستعداد الإنسان للتضحیة بنفسه فی سبیل الله، والاستفادة من لحم الاُضحیة وتوزیعه على الفقراء أمر منطقی.

ولذا یذکر القرآن فی نهایة هذه الآیة (فإلهکم إله واحد) وبما أنّه إله واحد (فله أسلمو)وبشّر الذین یتواضعون لأحکامه الربّانیة و(بشّر المخبتین)(2).

ثمّ یوضّح القرآن المجید فی الآیة التالیة صفات المخبتین (المتواضعین) وهی أربع: إثنتان منها ذات طابع معنوی، وإثنتان ذات طابع جسمانی.

یقول فی الأوّل: (الذین إذا ذکر الله وجلت قلوبهم) لا یخافون فی غضبه دون سبب ولا یشکّون فی رحمته، بل إنّ خوفهم ناتج عن عظمة المسؤولیات التی بذمّتهم، واحتمال تقصیرهم فی أدائها، ولیقینهم بجلال الله سبحانه یقفون بین یدیه بکلّ خشوع(3).

والثّانی: (والصابرین على ما أصابهم) فهؤلاء یصبرون على ما یکابدونه فی حیاتهم من مصائب وآلام، ولا یرضخون للمصائب مهما عظمت وإزداد بلاؤها، ویحافظون على إتّزانهم ولا یفرّون من ساحة الإمتحان، ولا یصابون بالیأس والخیبة، ولا یکفرون بأنعم الله أبداً، وبإیجاز نقول: یستقیمون وینتصرون.

والثّالث والرابع: (والمقیمی الصلاة وممّا رزقناهم ینفقون) فمن جهة توطّدت علاقتهم ببارىء الخلق وإزدادوا تقرّباً إلیه، ومن جهة اُخرى إشتدّ إرتباطهم بالخلق بالإنفاق.

وبهذا یتّضح جلیّاً أنّ الإخبات والتسلیم والتواضع التی هی من صفات المؤمنین لیست ذات طابع باطنی فقط، بل تظهر وتبرز فی جمیع أعمال المؤمنین.


1. ولهذا السبب یقال: نسکت الشاة، أی ذبحتها.
2.«المخبتین» مشتقّة من «الإخبات» وأصلها «خبت» وهی الأرض المستویة الواسعة التی یمشی الإنسان فیها بکلّ سهولة. کما جاءت بمعنى الإطمئنان والخضوع، لأنّ السیر فی هذه الأرض یلازمه الإطمئنان، ولهذا تکون خاضعة مستسلمة للسائرین علیها.
3. بحثنا فی تفسیر الآیة 2 من سورة الأنفال بإسهاب دوافع الخوف من الله.
سورة الحجّ / الآیة 34 ـ 35 سورة الحجّ / الآیة 36 ـ 38
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma