الجمیع یردون جهنم!

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 8
سورة مریم / الآیة 71 ـ 72الجواب عن السؤال:

تستمر الآیات فی بحث خصائص القیامة والثواب والعقاب، وأشارت فی البدایة إلى مسألة یثیر سماعها الحیرة والعجب لدى أغلب الناس، فتقول: (وإن منکم إلاّ واردها کان على ربّک حتماً مقضیاً) فجمیع الناس سیدخلون جهنّم بدون استثناء لأنّه أمر حتمی.

(ثمّ ننجی الذین اتقوا ونذر الظالمین فیها جثیاً) فنترکهم فیها جالسین على الرکب من الضعف والذّل.

وهناک بحث مفصّل بین المفسّرین فی تفسیر هاتین الآیتین حول المراد من «الورود» فی جملة (وإن منکم إلاّ واردها).

فیرى بعض المفسّرین أنّ «الورود» هنا بمعنى الإقتراب والإشراف، أی إنّ جمیع الناس بدون استثناء ـ المحسن منهم والمسیء ـ یأتون إلى جانب جهنّم للحساب، أو لمشاهدة مصیر المسیئین النهائی، ثمّ ینجی الله المتقین، ویدع الظالمین فیها. وقد استدل هؤلاء لدعم هذا التّفسیر بالآیة 23 من سورة القصص: (ولما ورد ماء مدین...) حیث إنّ للورود هنا نفس المعنى.

والتّفسیر الثّانی الذی اختاره أکثر المفسّرین، هو أنّ الورود هنا بمعنى الدخول، وعلى هذا الأساس فإنّ کلّ الناس بدون استثناء ـ محسنهم ومسیؤهم ـ یدخلون جهنّم، إلاّ أنّها ستکون برداً وسلاماً على المحسنین، کحال نار نمرود على إبراهیم (یا نار کونی برداً وسلاماً

على إبراهیم)(1)، لأنّ النّار لیست من سنخ هؤلاء الصالحین، فقد تفرّ منهم وتبتعد عنهم، إلاّ أنّها تناسب الجهنمیین فهم بالنسبة للحجیم کالمادة القابلة للإشتعال، فما أن تمسّهم النار حتى یشتعلوا.

وبغض النظر عن فلسفة هذا العمل، والتی سنشرحها فیما بعد ـ إن شاء الله تعالى ـ فإنّ ممّا لا شک فی أنّ ظاهر الآیة یلائم وینسجم مع التّفسیر الثانی، لأنّ المعنى الأصلی للورود هو الدخول، وغیره یحتاج إلى قرینة، إضافة إلى أنّ جملة (ثمّ ننجی الذین اتقوا) وکذلک جملة (ونذر الظالمین فیها) کلتاهما شاهدتان على هذا المعنى. علاوة على الرّوایات المتعددة الواصلة إلینا فی تفسیر الآیة التی تؤیّد هذا المعنى، ومن جملتها:

روی عن جابر بن عبد الله الأنصاری أنّ رجلا سأله عن هذه الآیة، فأشار جابر بإصبعیه إلى أذنیه وقال: صمتا إن لم أکن سمعت رسول اللّه(صلى الله علیه وآله) یقول: «الورود الدّخول، لا یبقى بر ولا فاجر إلاّ یدخلها، فتکون على المؤمنین برداً وسلاماً کما کانت على إبراهیم، حتى أنّ للنّار ـ أو قال لجهنّم ـ ضجیجاً من بردها، ثمّ ینجی الله الذین اتقوا ویذر الظالمین فیها جثیاً»(2).

وفی حدیث آخر عن النّبی(صلى الله علیه وآله): «تقول النّار للمؤمن یوم القیامة: جز یامؤمن، فقد أطفأ نورک لهبی»(3)!

ویستفاد هذا المعنى أیضاً من بعض الرّوایات الاُخرى. وکذلک التعبیر العمیق المعنى للصراط، والذی ورد فی روایات متعددة بأنّه جسر على جهنّم، وأنّه أدق من الشعرة وأحدّ من السیف، هذا التعبیر شاهد آخر على هذا التّفسیر(4).

أمّا ما یقوله البعض من أنّ الآیة 101 من سورة الأنبیاء: (اُولئک عنها مبعدون) دلیل على التّفسیر الأوّل، فلا یبدو صحیحاً، لأنّ هذه الآیة مرتبطة بمحل إقامة ومقر المؤمنین الدائمی، حتى أنّنا نقرأ فی الآیة التالیة لهذه الآیة:  (لا یسمعون حسیسها) فإذا کان الورود فی آیة البحث بمعنى الإقتراب، فهی غیر مناسبة لکلمة (مبعدون) ولا لجملة (لا یسمعون حسیسها).


1. الانبیاء، 69.
2. تفسیر نورالثقلین، ج 3، ص 353 و354.
3. المصدر السّابق.
4. تفسیر نورالثقلین، ج 5، ص 572، ذیل الآیة 14 من سورة الفجر.
سورة مریم / الآیة 71 ـ 72الجواب عن السؤال:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma