إسماعیل نبی صادق الوعد:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 8
سورة مریم / الآیة 54 ـ 55 سورة مریم / الآیة 56 ـ 60

بعد ذکر إبراهیم(علیه السلام) وتضحیته، وبعد الإشارة القصیرة إلى حیاة موسى(علیه السلام) المتسامیة، یأتی الحدیث عن إسماعیل، أکبر ولد إبراهیم، ویکمل ذکر إبراهیم بذکر ولده إسماعیل، وبرامجه ببرامج ولده، ویبیّن القرآن الکریم خمس صفات من صفاته البارزة التی یمکن أن تکون قدوة للجمیع.

ویبدأ الکلام بخطاب الآیة الشریفة للنّبی(صلى الله علیه وآله)، فتقول: (واذکر فی الکتاب إسماعیل إنّه کان صادق الوعد وکان رسولا نبیّاً * وکان یأمر أهله بالصلاة والزکاة وکان عند ربّه مرضیاً).

لقد عدّت هاتان الآیتان کونه صادق الوعد، نبیّاً عالی المرتبة، أمرهُ بالصلاة والإرتباط بالخالق، وأمرهُ بالزکاة وتحکیم الروابط والعلاقات بخلق الله، وأخیراً القیام بالأعمال التی تجلب رضى الله سبحانه من صفات هذا النّبی العظیم.

وتؤکّد الآیتان على الوفاء بالعهد، والإهتمام بتربیة العائلة، وتشیران إلى الأهمیّة الخاصّة لهذین التکلیفین، اللذین ذکر أحدهما قبل النّبوة، والأخر بعدها مباشرة.

إنّ الإنسان ـ فی الواقع ـ ما لم یکن صادقاً، فمن المستحیل أن یصل إلى مقام الرسالة السامی، لأنّ أوّل شرط لهذه الرتبة أن یبلغ الوحی الإلهی إلى العباد بدون زیادة أو نقصان، ولذلک فحتى الأفراد الذین ینکرون عصمة الأنبیاء فی بعض الأحوال، فإنّهم اعترفوا وأقرّوا بأنّ مسألة صدق النّبی شرط أساسی، الصدق فی الإخبار، وفی الوعود، وفی کلّ شیء.

ونقرأ فی روایة عن الإمام الصادق(علیه السلام): «إنّما سمّی إسماعیل صادق الوعد، لأنّه وعد رجلا فی مکان فانتظره فی ذلک المکان سنة، فسمّاه الله عزَّوجل صادق الوعد. ثمّ قال: إنّ الرجل أتاه بعد ذلک فقال له إسماعیل: ما زلت منتظراً لک»(1).

من البدیهی أنّه لیس المراد أنّ إسماعیل قد ترک عمله واُمور حیاته، بل المراد أنّه فی الوقت الذی کان یمارس أعماله کان یراقب مجیء الشخص المذکور. وقد بحثنا فی مجال الوفاء بالعهد بصورة مفصّلة فی ذیل أوّل آیة من سورة المائدة.

ومن جهة اُخرى فإنّ المرحلة الاُولى لتبلیغ الرسالة هی الشروع من عائلة المبلغ الذین هم أقرب الناس إلیه، ولهذا فإنّ نبی الإسلام(صلى الله علیه وآله) بدأ دعوته أیضاً بزوجته الغالیة خدیجة(علیها السلام)، وابن عمّه علی(علیه السلام)، ثمّ وحسب أمر (وأنذر عشیرتک الأقربین)(2) توجّه إلى أقربائه.

وفی الآیة 132 من سورة طه نقرأ أیضاً: (وأمر أهلک بالصلاة واصطبر علیها).

النقطة الاُخرى التی تستحق الذکر هنا، أنّ وصف إسماعیل بکونه مرضیاً، إشارة فی الواقع إلى هذه الحقیقة، وهی أنّه قد حاز رضى الله فی کلّ أعماله، ولا توجد نعمة أجلّ من أن یرضى المعبود والمولى والخالق عنه، ولهذا تقول الآیة 119 من سورة المائدة بعد أن بیّنت نعمة الجنّة الخالدة لعباد الله المخلصین: (رضی الله عنهم ورضوا عنه ذلک الفوز العظیم)(3).


1. أصول الکافی، ج 2، ص 86.
2. الشعراء، 214.
3. کان لنا بحث أکثر تفصیلا حول هذا الموضوع ذیل الآیة 119 من سورة المائدة من هذا التّفسیر.
سورة مریم / الآیة 54 ـ 55 سورة مریم / الآیة 56 ـ 60
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma