1ـ الحیاة المترفة وأثرها المشؤوم

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 8
المصیر المؤلم لقوم ثمود: 2ـ «التراب» و«العظام»

بیّنت الآیات السابقة العلاقة بین «الترف» (حیاة الأشراف المنعّمین) وبین «الکفر وإنکار لقاء الله» وهذه هی الحقیقة بعینها. فالذین یعیشون مترفین یطلقون العنان لشهواتهم الحیوانیة، فمن الواضح أنّهم لایقبلون برقابة إلهیّة، ولا یعترفون بیوم البعث حیث تنتظرهم محکمة العدل الإلهی. والإقرار بذلک یؤنّب ضمائرهم ویثیر الناس علیهم، لهذا فانّ هؤلاء الأشخاص لا یقرّون بالعبودیة لله، وینکرون المبدأ والمعاد، ویرون الحیاة کما ذکرت الآیات السابقة (إن هی إلاّ حیاتنا الدنیا نموت ونحیا وما نحن بمبعوثین).

هذا هو شعارهم المعبّر عن فتنتهم وضلالهم الصارخ: فلنغتنم هذه الفرصة فلا خبر جاء ولا وحی نزل، ومن یدّعی ذلک فهو کاذب! وعصفور فی الید خیر من عشرة على الشجرة... هکذا کانوا یبرّرون إنکارهم لیوم البعث.

إضافةً إلى ذلک فتحقیق مثل هذه الحیاة المترفة لا تتمّ أبداً إلاّ بسلب حقوق الآخرین وظلمهم، وهذا لا یکون إلاّ بإنکار رسالة الأنبیاء والقیامة، ولهذا نرى الذین عاشوا فی بذخ وترف یحتقرون کلّ القیم السماویة وینکرون کلّ شیء إلهی.

هؤلاء الحمقى أصبحوا أسرى لأهوائهم النفسیّة، فخرجوا عن طاعة الله وأصبحوا عبیداً لأهوائهم وشهواتهم، بل أصبحوا عبیداً لعبید آخرین، بنفسیّة وضیعة، وقلوب سوداء قاتمة، ومستقبل موحش، على الرغم من أنّ البعض یتصوّر أنّهم متنعّمون وسیبقون کذلک، غیر أنّ القلق الذی یسیطر علیهم من عقاب الله وزوال نعمته والخوف من الموت لا یدع لهم راحة.

المصیر المؤلم لقوم ثمود: 2ـ «التراب» و«العظام»
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma