1ـ معجزتان کبیرتان

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 8
عصا موسى والید البیضاء: 2ـ القابلیات الخارقة للأشیاء!

لا شک أنّ ما ذکر أعلاه من تبدّل عصا موسى إلى حیّة عظیمة تسعى، وقد عبّرت الآیة 107 من سورة الأعراف عنها بـ (ثعبان) وکذلک البریق الخاص للید فی لحظة قصیرة ثمّ رجوعها إلى الحالة الاُولى، لیسَ أمراً طبیعیاً، أو نادراً، أو قلیل الوقوع، بل إنّ کلا الأمرین یعتبر خارقاً للعادة لا یمکن أن یقع بدون الإستناد إلى قوّة فوق قوّة البشر، أی قوّة الله عزّوجلّ.

إنّ من یؤمن بالله، ویعتقد أنّ علمه وقدرته غیر محدودة، لا یقدر على إنکار هذه الاُمور، أو ینسبها إلى الخراقة کالمادیین.

المهم فی المعجزة هو عدم استحالتها عقلا، وهذا الأمر یصدق هنا کاملاً، فلا یوجد أىّ دلیل عقلی على استحالة تبدّل العصا إلى ثعبان عظیم.

ألیس العصا والحیّة العظیمة کانتا تراباً فی الماضی السحیق؟ من الطبیعی أنّ المدّة قد استغرقت ملایین أو مئات الملایین من السنین حتى ظهرت على شکل هذه الموجودات، لا تفاوت فی هذه المسألة سواء قلنا بتکامل الأنواع أو ثبوتها، لأنّ أخشاب الأشجار والحیوانات قد خلقت جمیعاً من التراب على کلّ حال. غایة ما فی الأمر أنّ العمل الإعجازی هنا اختصر کلّ تلک المراحل التی کان یجب أن تطوى خلال سنین طویلة فی لحظة واحدة، وفی مدّة قصیرة جدّاً، فهل یبدو مثل هذا الأمر محالا؟

من الممکن أن أکتب بالید کتاباً ضخماً فی سنة، فإذا وجد شخص یستند ویعتمد على الإعجاز ویؤدّی هذا العمل فی ساعة أو أقل، فإنّ هذا لیس محالا عقلیاً، بل هو خارق للعادة. (دققوا ذلک).

على کل حال، فإنّ القضاء العجول حول المعجزات، ونسبتها ـ لا سمح الله ـ إلى الخرافات أمر بعید عن المنطق والعقل. الشیء الوحید الذی یحفّز ویثیر هذه الأفکار أحیاناً، هو أنّنا قد اعتدنا على العلل والمعلولات الطبیعیة، إلى الحدّ الذی اعتقدنا أنّها من الضروریات، وکلّ ما یخالفها فهو مخالف للضرورة، فی حین أنّ هذه العلاقة بین العلة والمعلول أمر طبیعی، ولیس له صفة الضرورة، ولا مانع من أن یظهرها عامل أقوى من الطبیعة بشکل آخر(1).


1. تحدّثنا أیضاً حول هذا الموضوع ذیل الآیة 107 من سورة الأعراف.
عصا موسى والید البیضاء: 2ـ القابلیات الخارقة للأشیاء!
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma