آیة اُخرى من آیات الله:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 8
سورة المؤمنون / الآیة 50 سورة المؤمنون / الآیة 51 ـ 54

أشارت الآیة فی آخر مرحلة من شرحها لحیاة الأنبیاء إلى السیّد المسیح(علیه السلام) واُمّه مریم، فقالت: (وجعلنا ابن مریم واُ مّه آیة). وقد استعملت «الآیة» عبارة «ابن مریم» بدلا من ذکر اسم عیسى(علیه السلام)، لجلب الإنتباه إلى حقیقة ولادته من اُمّ دون أب بأمر من الله، وهذه الولادة هی بذاتها من آیات الله الکبیرة.

وحمل مریم(علیها السلام) من غیر أن یمسّها بشر، وإنجابها عیسى(علیه السلام) وجهان لحقیقة واحدة تشهد بعظمة الله سبحانه المبدعة وقدرته.

ثمّ أشارت الآیة إلى الأنعم الکبیرة التی أسبغها الله على هذه الاُمّ الزکیّة وإبنها فتقول: (وآویناهما إلى ربوة ذات قرار ومعین).

«الربوة» مشتقّة من «الربا» بمعنى الزیادة والنمو. وتعنی هنا المکان المرتفع.

و «المعین» مشتّق من «المعن» على وزن «شأن» بمعنى جریان الماء، فالماء المعین هو الماء الجاری. ویرى البعض أنّ «المعین» مشتق من «العین» أی نبع الماء الظاهر الذی یمکن مشاهدته بالعین المجرّدة(1).

وفی هذا إشارة مجملة إلى المکان الآمن الوارف البرکات والخیرات، الذی منّ الله عزّوجلّ به على هذه الاُمّ وإبنها وجعلهما فی أمان من شرّ الأعداء، یؤدّیان واجباتهما باطمئنان.

وإختلف المفسّرون فی هذا المکان، فبعض یرى أنّ مولد السیّد المسیح (علیه السلام) کان فی «الناصرة» (من مدن الشام)، وقد جعله الله واُمّه فی مکان آمن ذی خیرات، وحافظ علیه من شرّ الأعداء الذین أرادوا أن یکیدوا بعد علمهم بولادته ومستقبله.

ویرى آخرون أنّ هذا المکان الآمن هو «مصر»، لأنّ مریم(علیها السلام) وإبنها السیّد المسیح(علیه السلام)عاشا فترةً من حیاتهما فی مصر طلباً للنجاة من شرّ الأعداء.

وقال غیرهم: إنّ المسیح(علیه السلام) ولد فی «دمشق»، وذهب سواهم إلى أنّه فی «الرملة» فی الشمال الشرقی من القدس، حیث عاش المسیح واُمّه(علیهما السلام) فی کلّ من هذه المناطق فترة من حیاتهما، ویحتمل أن یکون مولد السیّد المسیح(علیه السلام) فی صحراء القدس، وقد جعله الله أمناً لهذه الاُمّ والولید، وفجّر لهما ماء معیناً ورزقهم من النخل الجافّ رطباً جلیّاً.

وعلى کلّ حال، فقد کانت الآیة دلیلا على حمایة الله تعالى الدائمة لرسله ولمن یدافع عنهم. وتأکیداً على أنّ إرادة الله هی الأقوى، فلو أراد الملأ کلّهم قتل رسوله دون إذنه لما تمکّنوا، فالوحدة وقلّة الأنصار والأتباع لا تکون سبباً لهزیمتهم إطلاقاً.


1. فی الحالة الاُولى تکون المیم جزءاً من الکلمة، وهی على وزن «فعیل»، وفی الثّانیة المیم زائدة وهی على وزن مفعول «مثل مبیع».
سورة المؤمنون / الآیة 50 سورة المؤمنون / الآیة 51 ـ 54
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma