من هم المنتصرون؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 8
سبب النّزول سورة الحجّ / الآیة 63 ـ 66

حدّثتنا الآیات السابقة عن المهاجرین فی سبیل الله، وما وعدهم الله من رزق حسن یوم القیامة. ومن أجل ألاّ یتصوّر المرء أنّ الوعد الإلهی یختّص بالآخرة فحسب، تحدّثت الآیة ـ موضع البحث ـ فی مطلعها عن إنتصارهم فی ظلّ الرحمة الإلهیّة فی هذا العالم: (ذلک ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثمّ بغی علیه لینصرنّه الله) إشارة إلى أنّ الدفاع عن النفس ومجابهة الظلم حقّ طبیعی لکلّ إنسان.

وعبارة «بمثل» تأکید لحقیقة أنّ الدفاع لا یجوز له أن یتعدّى حدوده.

عبارة (ثمّ بغی علیه) هی أیضاً إشارة إلى وعد الله بالإنتصار لمن یُظلم خلال الدفاع عن نفسه، وعلى هذا فالساکت عن الحقّ والذی یقبل الظلم ویرضخ له، لم یعده الله بالنصر، فوعد الله بالنصر یخصّ الذین یدافعون عن أنفسهم ویجابهون الظالمین والجائرین، فهم یستعدّون بکلّ ما لدیهم من قوّة لمجابهة هذا الظلم، ویجب أن تمتزج الرحمة والسماح بالقصاص والعقاب لتکسب النادمین والتائبین إلى الله، حیث تنتهی الآیة بـ (إنّ الله لعفو غفور).

وتطابق هذه الآیة آیة القصاص حیث منحت ولی القتیل حقّ القصاص من جهة وأفهمته أنّ العفو فضیلة (للجدیرین بها) من جهة اُخرى.

وبما أنّ الوعد بالنصر الذی یقوی القلب لابدّ وأن یصدر من مقتدر على ذلک. لهذا تستعرض الآیة قدرة الله فی عالم الوجود التی لا تنتهی، فتقول: (ذلک بأنّ الله یولج اللیل فی النهار ویولج النهار فی اللیل) فما أن یقل من أحدهما حتى یزداد فی الآخر وفق نظام مدروس.

کلمة «یولج» مشتقّة من «الإیلاج» وهو فی الأصل من الولوج أی الدخول، وهذه العبارة ـ کما قلنا ـ تشیر إلى التغییرات التدریجیّة المنظّمة تنظیماً تامّاً، کمسألة اللیل والنهار، فما یقلّ أحدهما إلاّ لیزداد الآخر على مدى فصول السنة.

وربّما تکون إشارة إلى شروق الشمس وغروبها الذی لا یحدث فجأةً بسبب الظروف الجویّة الخاصّة (بالهواء المحیط بالأرض) حیث تمتدّ أشعّة الشمس فی البدایة نحو طبقات الهواء العلیا، ثمّ تنتقل إلى الطبقات السفلى. وکأنّ النهار یلج فی اللیل ویطرد جیش قوى الظلام.

وعکس ذلک ما یقع حین الغروب، حیث تلملم أشعّة الشمس خیوطها من الطبقات السفلى للأرض، فیسودها الظلام تدریجیّاً حتى ینتهی آخر خیط من أشعّة الشمس ویسیطر جیش الظلام على الجمیع، ولولا هذه الظاهرة، فسیکون الشروق والغروب على حین غرّة، فیلحق الأذى بالإنسان جسماً وروحاً، ویحدث هذا التغییر السریع أیضاً مشاکل کثیرة فی النظام الاجتماعی.

ولا مانع من إشارة الآیة السالفة الذکر إلى هذین التّفسیرین.

وتنتهی الآیة بـ (وأنّ الله سمیع بصیر) أجل، إنّ الله یلبّی حاجة المؤمنین، ویطّلع على حالهم وأعمالهم، ویعینهم برحمته عند اللزوم، مثلما یطّلع على أعمال ومقاصد أعداء الحقّ.

وآخر آیة من الآیات السالفة الذکر فی الواقع دلیل على ما مضى حیث تقول: (ذلک بأنّ الله هو الحقّ وأنّ ما یدعون من دونه هو الباطل وأنّ الله هو العلی الکبیر).

إن شاهدتم إنتصار الحقّ وهزیمة الباطل، فإنّ ذلک بلطف الله الذی ینجد المؤمنین ویترک الکافرین لوحدهم.

إنّ المؤمنین ینسجمون مع قوانین الوجود العامّة، بعکس الکافرین الذین یکون مآلهم إلى الفناء والعدم بمخالفتهم تلک القوانین. والله حقّ وغیره باطل، وجمیع البشر والمخلوقات التی ترتبط بشکل ما بالله تعالى هی حقّ أیضاً. أمّا غیرها فباطل بمقدار إبتعادها عنه عزّوجلّ(1).

وکلمة «علیّ» مشتقّة من «العلو» بمعنى ذی المنزلة الرفیعة، وتطلق أیضاً على القادر والقاهر الذی لا تقف أمامه قدرة.

أمّا کلمة «الکبیر» فهی إشارة إلى سعة علم الله وقدرته، وطبیعی أنّ من یملک هذه الصفات بإمکانه مساعدة أحبّائه وتدمیر أعدائه، إذن فلیطمئن المؤمنون إلى ما وعدهم الله تعالى.


1. نقرأ فی تفسیر المیزان أنّ إطلاق الحقّ على الله والباطل على غیره، لأنّ الحقّ الذی لم یختلط بباطل أبداً هو الله سبحانه وتعالى، أو لکونه عزّوجلّ مستقلا فی حقّانیته والآخرون تابعین له.
سبب النّزول سورة الحجّ / الآیة 63 ـ 66
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma