بما أنّ الحدیث فی الآیات السابقة کان عن المبدأ والمعاد، فإنّ الآیة ـ موضع البحث ـ بطرحها مسألة التوحید، قد أکملت دائرة المبدأ والمعاد، وتخاطب النّبی (صلى الله علیه وآله) فتقول: (ألم تر أنّ الله یسجد له من فی السماوات ومن فی الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدّواب ) ولایقتصر الحال على هذه المخلوقات، بل إن الکثیر من الناس یشارکون عالم الموجود بالسجود لله تعالى سوى بعض الکفّار الذین یتحرکون من موقع العناد والجحود: (وکثیر من الناس وکثیر حقّ علیه العذاب ) ثمّ تضیف: وهؤلاء لیست لهم قیمة عند الله تعالى، ومن کان کذلک فهو مهان: (ومن یُهن الله فما له من مکرم ).
أی إنّ من یهینه الله لا یکرمه أحد، ولیست له سعادة ولا أجر، حقّاً (إنّ الله یفعل ما یشاء ) فهو یکرم المؤمنین به، ویذلّ المنکرین له.