الآیات الدالّة بصراحتها على نفی الجبر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
أنوَار الاُصُول (الجزء الأول)
الأدلّة النقلیّة على القول بالاختیارالأوّل: فی مسألة الأمر بین الأمرین

ثمّ إنّ هناک آیات کثیرة تدلّ على الاختیار بصراحتها أو ظهورها، وهی على طوائف عدیدة:

الطائفة الاُولى: ما ینطق بمذهب الاختیار بالصراحة: نحو قوله تعالى (إِنَّا هَدَیْنَاهُ السَّبِیلَ إِمَّا شَاکِراً وَإِمَّا کَفُوراً)(1) فإنّه یدلّ بوضوح على الاختیار خصوصاً بملاحظة ما قبله من الآیة: (إِنَّا خَلَقْنَا الاِْنسَانَ مِنْ نُطْفَة أَمْشَاج نَبْتَلِیهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِیعاً بَصِیراً)(2) (والمشیج بمعنى الخلیط) فإنّه یستفاد منه أنّ الإنسان بحسب الفطرة مخلوط ومعجون من أسباب الهدایة والضلالة ولذلک یکون فی موقف الابتلاء والامتحان بإرائة الطریق وهدایة السبیل، فهو إمّا یشکر فیهتدی، وإمّا یکفر فیضلّ. وهو مجموع ما یستفاد من الآیتین، ونحو قوله تعالى: (وَقُلْ الْحَقُّ مِنْ رَبِّکُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْیُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْیَکْفُرْ)(3).

وقوله تعالى: (إِنَّ هَذِهِ تَذْکِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِیلا)(4).

وقوله تعالى: (إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِکْرٌ لِلْعَالَمِینَ لِمَنْ شَاءَ مِنْکُمْ أَنْ یَسْتَقِیمَ)(5).

الطائفة الثانیّة: ما یدلّ على أنّ الإنسان رهین لأعماله، ولازمه کونه مختاراً وإلاّ لا یکون مرتهناً بها:

منها: قوله تعالى: (کُلُّ نَفْس بِمَا کَسَبَتْ رَهِینَةٌ)(6).

ومنها: قوله تعالى: (کُلُّ امْرِء بِمَا کَسَبَ رَهِینٌ)(7).

ومنها: قوله تعالى: (لَهَا مَا کَسَبَتْ وَعَلَیْهَا مَا اکْتَسَبَتْ)(8).

الطائفة الثالثة: ما یدلّ على حسرة أهل النار وتمنّیهم الرجوع إلى الدنیا لجبران ما فاتهم من الإیمان والأعمال الصالحة، فلو کانوا مضطرّین فی أعمالهم لم ینفعهم الرجوع إلى الدنیا ولو ألف مرّة.

منها: قوله تعالى: (قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِی لَعَلِّی أَعْمَلُ صَالِحاً فِیَما تَرَکْتُ)(9).

ومنها قوله تعالى: (وَهُمْ یَصْطَرِخُونَ فِیهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَیْرَ الَّذِی کُنَّا نَعْمَلُ)(10).

ومنها قوله تعالى: (لَوْ أَنَّ لِی کَرَّةً فَأَکُونَ مِنْ الُْمحْسِنِینَ)(11).

وکیف ینطق إنسان بذلک إذا لم یر نفسه مختارة؟

الطائفة الرابعة: جمیع الآیات الدالّة على ترتّب الثواب والعقاب والمدح والذمّ والسؤال والعتاب على أعمال العباد، فإنّها مع القول بالجبر لا معنى لها ولا تکون مقبولة لدى العقل السلیم بل تکون خطابات غیر معقولة وکلمات مزوّرة باطلة (العیاذ بالله).

الطائفة الخامسة: جمیع الأوامر والنواهی الواردة فی الکتاب الکریم الدالّة على تکلیف الناس، فإنّ لازم مذهب الجبر خلوّها عن المغزى والمحتوى ولغویّة تبلیغ الأنبیاء وجمیع معلّمی الأخلاق، لأنّها إمّا أن تکون تحصیلاً للحاصل أو تکلیفاً بالمحال کما لا یخفى على أرباب النهى.

الطائفة السادسة: جمیع الآیات الدالّة على الامتحان والاختیار کقوله تعالى: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ یُتْرَکُوا أَنْ یَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ یُفْتَنُونَ)(12).

الطائفة السابعة: مجموع الآیات الدالّة على إسناد الأفعال إلى العباد حقیقة وهی کثیرة جدّاً کقوله تعالى: (الَّذِی یُوَسْوِسُ فِی صُدُورِ النَّاسِ مِنْ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) فإنّ نسبة إیجاد الوسوسة فی صدور الناس إلى الجنّ والانس دلیل على أنّها مستندة إلیهم حقیقة لا مجازاً، والقرآن مشحون بمثل هذه الآیات.

وبها نجیب عن طائفة من الجبریین الذین یقولون: بأنّ إسناد الأفعال إلى العباد فی الآیات الکریمة إسناد مجازی وإنّ عادة الباری تعالى جرت على أعمال إرادته عند إرادة الإنسان وإنّ العلّة التامّة إنّما هو إرادة الله فقط، فإنّ هذا ینافی ظهور هذه الإسنادات بکثرتها فی الحقیقة، فإنّ حملها کلّها على المجاز مجازفة جدّاً.

إلى هنا تمّ الکلام فی الأدلّة النقلیّة والعقلیّة الدالّة على نفی الجبر والتفویض.


1. سورة الدهر: الآیة 3.
2. سورة الدهر: الآیة 2.
3. سورة الکهف: الآیة 29.
4. سورة المزمّل: الآیة 19.
5. سورة التکویر: الآیة 27 ـ 28.
6. سورة المدّثر: الآیة 38.
7. سورة الطور: الآیة 21.
8. سورة البقرة: الآیة 286.
9. سورة المؤمنون: الآیة 99 ـ 100.
10. سورة فاطر: الآیة 37.
11. سورة الزمر: الآیة 58.
12. سورة العنکبوت: الآیة 2.

 

الأدلّة النقلیّة على القول بالاختیارالأوّل: فی مسألة الأمر بین الأمرین
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma